كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

جمادى الآخر - النفقة على الجند - ج: 4 - ص: 325

[النفقة على الجند]

وفيه ابتدىء بنفقة الجند السلطاني، وكانوا عدّة ألفين وسبعماية نفر، لكلّ نفر منهم من الفضة ما الصرف ثمنه ماية دينار من الأشرفيّ (١).

[عودة الأستادار]

وفيه وصل الأستادار الصاحب كريم الدين ابن (٢) كاتب المناخ من الوجه البحريّ، وقد جرف الأموال جرفا، فاحتاج أهل تلك البلاد باستيلائه على الكثير من الخيول والجمال والأغنام والأبقار والأموال، وتسلّط أعوانه على الخلق من غير عفّ ولا كفّ (٣).

[كائنة قاضي طرابلس السراج الحصني]

وفيه كائنة شيخنا السراج عمر الحصني، وكان قاضي طرابلس إذ ذاك، فثار عليه جماعة أهل طرابلس وكادوا أن يقتلوه (٤) / ٦٥١ / لولا فرّ إلى جهة بعلبك حتى خلّص.

وكان السبب في ذلك أنه وقع بدمشق كائنة قام فيها جماعة على الحنابلة، وتعصّب العلاّمة العلاء البخاري، وأفتى بتكفير ابن (٥) تيميّة، وجرت كائنة كبيرة، وبعث إلى مصر فاستعفى عن ذلك بقيام بعض من تعصّب لابن تيميّة، فأفتى كثير من المصريين بتخطئة البخاري، وبلغ ذلك الحمصي، فنظم قصيدة ركيكة تزيد على الماية بيت بموافقة المصريين. وبلغ ذلك عالم طرابلس يومئذ الشمس بن مزهر (٦)، وأخذ شيخنا التاج، فقال: هذا القاضي، فلم يسمع أهل طرابلس إلاّ هذا، فثاروا وأرادوا الفتك بالحمصي، ففرّ وبعث إلى القاهرة بما وقع له، حتى نجز المرسوم من السلطان بالكفّ عنه، وإلاّ ما كان يلقى الخير (٧).

[دوران المحمل]

وفيه أدير المحمل ولا عملت الزينة ولا كان فيه سوق الرمّاحة ولا رمي النفط، ولم

---

(١) خبر النفقة في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٨٨، والنجوم الزاهرة ١٤/ ٣٧٠، وحوليات دمشقية ٥٥، وبدائع الزهور ٢/ ١٤٥.
(٢) في الأصل: «بن».
(٣) خبر الأستادار في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٨٩، والنجوم الزاهرة ١٤/ ٣٧٢، وحوليات دمشقية ٥٥، ٥٦، ونزهة النفوس ٣/ ٢٥٧.
(٤) الصواب: «أن يقتلونه».
(٥) في الأصل: «بن».
(٦) الصواب: «ابن زهرة» وهو: شمس الدين محمد بن يحيى بن أحمد بن دغرة بن زهرة الحبراضي، الدمشقي، الطرابلسي. المتوفى سنة ٨٤٨ هـ‍، وستأتي ترجمته في وفيات تلك السنة.
(٧) خبر الكائنة في: إنباء الغمر ٣/ ٤٩١، وحوليات دمشقية ٤٥، ٤٦، والرد الوافر ٨٩.