للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأموال جرفا، وفعل أشياء يطول الشرح في ذكرها ب‍ «التاريخ الكبير» (١). وقدم معه أركماس من وليّ الدين (٢) دوادار السلطان بدمشق وهو خائف لمظالم صدرت منه، فلم يرعه السلطان لكونه احتمى بآقبردي.

وأركماس هذا هو نائب حلب الآن، أقامه العادل طومان باي في هذه السنة التي علينا، وهي سنة ست وتسع ماية (٣) حين سلطنته بدمشق بمساعدة الأتابك قصروه (٤).

[أمر نائب الشام بجمع المال من تجارها]

وفيه كتبت أوامر سلطانية لنائب الشام (٥) بأن يجمع تجارها وأهل اليسار ويعرض عليهم أموالا تحمل إلى السلطان كما فرض بمصر الكراوات (٦).

[نادرة غريبة عن إنسان من بلاد الكرك]

وفيه وقفت على مكاتبة إلى قانصوه (٧) الشاميّ فيها (نادرة غريبة من صفة إنسان) (٨) نادر. ففي المكاتبة أنه ظهر بالقرب من بلاد الكرك بمنزلة عربان بني لام صفة رجل آدميّ، غير أنّ ذقنه قدر غربال القمح، يقلع الفارس من على فرسه، ويأكل (اللحم) (٩) والعظم (١٠)، ويضربوه (١١) بالرماح والسيوف والنشاب فما يقطع فيه، وقطع من عربان بني لام جماعة مستكثرة، حتى إنهم اجتمعوا نحوا من ستمائة فارس. (وأمّا) (١٢) المشاة


= نابلس، لما حصل منهم التقصير في المهمّ الشريف ببلاد الروم. كما ذكر العليمي في الأنس الجليل ٢/ ٤٧٢.
(١) هو كتاب: الروض الباسم. في القسم الضائع منه.
(٢) تولّى دوادارية السلطان بدمشق في سنة ٨٩٤ هـ‍. وعزل في سنة ٨٩٩ هـ‍. وكان حيّا سنة ٩٢٢ هـ‍. انظر: حوادث الزمان ٣/ ١٧٤ (فهرس الأعلام).
(٣) هذا يؤكّد أن المؤلف - رحمه الله - دوّن كتابه هذا في هذا العام.
(٤) وعزل أركماس عن نيابة حلب في شهر رمضان سنة ٩٠٦ هـ‍. (مفاكهة الخلان ١/ ٢٣٥) وخبر عودة آقبردي في بدائع الزهور ٣/ ٢٨١.
(٥) هو الأمير قانصوه اليحياوي.
(٦) خبر أمر النائب في: بدائع الزهور ٣/ ٢٨١.
(٧) الصحيح: «من قانصوه».
(٨) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط.
(٩) تكرّرت في المخطوط. وفي البدائع: «اللحم النّيء بعظمه».
(١٠) زاد في البدائع: ويأكل الجيف من على الكيمان، وربّما افترس من بني آدم جماعة، وكان يفترس البقر والغنم، فكانوا يخرجون إليه جماعة من بني لام ويرمونه بالنشاب، فلا يؤثّر ذلك فيه ولو ضربوه بالسيوف.
(١١) الصواب: «ويضربونه».
(١٢) تكرّرت في المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>