للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، التركمانيّ (١) الأصل.

وقد مرّ الكثير من أخباره. وكان ولي السلطنة بعد أبيه في سنة إحدى وعشرين.

وكانت نفسه تحدّثه بسلطنة مصر لاعتماده على منجّم أخبره بذلك، فلما قبض عليه / ٧٧ ب / وجيء به إلى القاهرة. ثم جرى عليه ما جرى، وأطلق النار راكبا بالنيل، فنازعته فرسه في المدرسة الأقبغاويّة، ثم بكا (٢)، وعلم أنّ الذي أثره مروّع ولا يلزم المملكة.

[عودة السبكي إلى القضاء]

وفيه أعيد التاج السبكي إلى قضاء دمشق على عادته، وهي ثالثة (٣).

[الاهتمام بعمل الأسطول]

وفيه اهتمّ الأتابك يلبغا بعمل الأسطول لغزو الفرنج، وشرع في العمل بجزيرة أروى (٤)، وأقيم الوزير ابن قروينة على مباشرة (٥) ذلك، وبذل همّته، واستفرغ جهده في ذلك، وقدم للعمل ماية قطعة، وكتب إلى بلاد السواحل بطرابلس وغيرها أيضا بالعمل، ونودي بحضور البحّارة ورجال الغزو [و] من يريد الجهاد في سبيل الله، فحضر ما لا يحصى كثرة للعرض بدار الأتابك يلبغا، فكتبت (٦) أسماؤهم بديوان، وقرّرت لهم المعاليم، وأقيمت نقباء (٧)، وقاموا في مساعدة عمل المراكب والصنّاع، وكان مهمّا حافلا جليلا، شاع حتى بلغ الفرنج، فوقع الرعب في قلوبهم (٨).

[فرار تجّار الفرنج من الإسكندرية]

وفيه قدم الخبر بفرار تجّار الفرنج من الإسكندرية في البحر، وأنهم ذهبوا فلم يقدر عليهم (٩).


(١) في الأصل: «البركاتي»، وفي بدائع الزهور: «البركاني».
(٢) الصواب: «بكى».
(٣) السلوك ج ٣ ق ١/ ١١٣.
(٤) جزيرة أروى: تعرف بالجزيرة الوسطى لوقوعها في النيل بين الروضة وبولاق، وفيما بين برّ القاهرة وبرّ الجيزة، لم ينحسر عنها الماء إلاّ بعد سنة سبعمائة. (المواعظ والإعتبار ٢/ ١٨٦).
(٥) في الأصل: «عامرة».
(٦) في الأصل: «فكتب».
(٧) في الأصل: «ذلك».
(٨) البداية والنهاية ١٤، ٣١٥، والسلوك ج ٣ ق ١/ ١١٣، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٧٢، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٢٧، ٢٨.
(٩) السلوك ج ٣ ق ١/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>