للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معها، ولم يكن مجرّد ناقل عن غيره، بل كان ناقدا، متثبّتا، له رأيه في التحوّلات السياسية، والعلاقات الاجتماعية، والحياة الاقتصادية، وقد بدت شخصيّته واضحة فيما دوّنه وضمّنه رأيه بكل صراحة.

[وللتعرّف على شيوخ المؤلّف]

وللتعرّف على شيوخ المؤلّف - غير أبيه - لا بدّ أيضا من العودة إلى تاريخه الكبير «الروض الباسم»، ففيه محصّلة محترمة منهم، أذكر من عرفنا منهم، مرتّبا أسماءهم على الحروف:

[١ - إبراهيم بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج المقدسي، الناصري، البرهان الباعوني (توفي ٨٧٠ هـ‍)]

ومن نظمه ما كتبه في إجازة والد المؤلّف:

سل الله ربّك ما عنده ... ولا تسأل الناس ما عندهم

ولا تبتغي من سواه الغنى ... وكن عبده لا تكن عبدهم (١)

[٢ - إبراهيم بن محمد الجدري، أبو إسحاق (توفي سنة ٨٨٠ هـ‍)]

شيخ تونس، والمدرّس بجامع الزيتونة. أفاده منه المؤلّف وهو يجلس بجامع الزيتونة بين الظهر والعصر أحيانا، وبين العصر إلى قرب المغرب أحيانا. وكان يجالسه في هذه الأوقات، وسمع الكثير من فوائده وتحقيقاته، إذ كان آية ورأسا في الفتوى لا سيما في الأصلين (٢).

[٣ - إبراهيم العقباني، أبو سالم]

خطيب جامع تلمسان وإمامه (٣).

[٤ - أبو سالم التازي (توفي ٨٦٧ هـ‍)]

نزيل وهران. لم يلقه المؤلّف، وإنّما أدرك أصحابه. وقال: كنت سمعت بمحاسنه وقصدت زيارته ورؤيته فلم يقدّر لي لوفاته بوهران في شوال، أظنّ. وأدركت عددا من أصحابه بوهران عندما دخلتها، وكان وقف في زاويته خزانة كتب جليلة في جمل من سائر الفنون العلمية. وكنت أنا لما رجعت من الأندلس إلى وهران معي جملة من الكتب وقفتها بزاويته لما كنت تركت التعلّقات الدنيوية، وحصل لي بعض توجّه إلى ذلك الجناب، فيا ليته لو دام.


(١) الروض الباسم ٣ / ورقة ١١٩ أ، نيل الأمل ٢ / ورقة ٢٧٠ أ.
(٢) الروض الباسم ١ / ورقة ٤٢ أو ٢ / ورقة ٢٥٦ أ.
(٣) الروض الباسم ١ / ورقة ٩٢ أ، نيل الأمل ٢/ ٢٧١ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>