للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره ما أنشدنيه الشيخ أبو عبد الله بن القصّار، أحد تلاميذه:

أما آن ارعواؤك عن شنار ... كفى الشيب زجرا عن عوار

أبعد الأربعين تروم هزلا ... وهل بعد العشيّة من عرار؟

فخلّ حظوظ نفسك واله عنها ... وعن ذكر المنازل والديار

وعدّ عن الرباب وعن سعاد ... وزينب والمعازف والعقار

فما الدنيا وزخرفها بشيء ... وما أيامها إلاّ غرار

وليس بعاقل من يصطفيها ... أتشري النقد، ويحك، بالتبار

في أبيات أخرى.

وأنشد ابن القصّار للمؤلّف عن التازيّ قصائد ومقطّعات وأبياتا كثيرة. وقال المؤلّف بعد ذلك: وقد كنت علّقت الكثير من أخباره وأحواله، ولما أخذت في التثبّت بما لم يثبت لي من الحال ضيّعت جميع أوراقي، بل وغسّلت الكثير منها، فضاع من جملتها ما كان متعلّقا بالشيخ، وهذا الذي ذكرته لفّقته بعد ذلك بنحو العشرين سنة لفكري الفاتر، وعزمي القاصر (١).

٥ - أبو نظيف الروميّ (توفي ٨٧١ هـ‍)

كان أسيرا ببلاد الفرنج وهرب إلى وهران فلازمه المؤلّف، وأخذ عنه شيئا في الطبّ والفقه (٢).

[٦ - أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد المنوفي (توفي ٨٧٠ هـ‍)]

أحد شعراء عصره، المعروف بابن أبي السعود، القاهري، الشافعيّ، مهر في الفرائض والحساب، وتميّز في فنّ الأدب، وقال الشعر الحسن الجيّد. سمع المؤلّف من شعره فقال: فمن ذلك ما أنشدنيه لنفسه في مليح منجم:

لمحبوبي المنجم قلت يوما: ... فدتك النفس يا بدر الكمال

براني الهجر فاكشف عن ضميري ... فهل يوما أرى بدري وفالي؟

ومما أنشدنيه لنفسه قصيدته الطويلة التي هذا أولها:

خذوا بدمي رقيم الوجنتين ... على الجرعاء بين الرقمتين

ومن في مهجتي وفت بعهدي ... حسنا من مقلتيها الماضيتين (٣)


(١) الروض الباسم ١ / ورقة ٦٠ ب - ٦٥ أ.
(٢) الروض الباسم ١ / ورقة ١٤٣ ب.
(٣) الروض الباسم ٣ / ورقة ١١٩ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>