(٢) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الأشرف إينال ممن ملك الأشرف المذكور من كتابية الظاهر جقمق وأجرى الأشرف إينال عتقه عليه ثم صيّره من الخاصكية واختص به وأدناه، ثم صيّره من جملة الدوادارية، وبقي ممن له ذكر وشهرة في دولته ومن ذوي الشرور والظلم والعسف والفتن التي يعرف بها كل أحد، ودام على ذلك إلى موت أستاذه، فامتحن بعده ونفي وسجن، ثم أطلق ونفي إلى البلاد الشامية مدّة. ولما مات الظاهر خشقدم حضر إلى القاهرة في سلطنة الظاهر تمربغا مقتحما على الرياسة فلم يلتفت إليه الظاهر تمربغا، ولهذا كان أشدّ العشرة عليه، وممن تسلّط على الأتابك قايتباي وحسّن له السلطانة، وكان من أكبر القائمين معه والمداخلين له في ذلك، فلما تسلطن قايتباي أمّره عشرة ثم صيّره داودارا ثانيا عوضا عن كسباي على ما تقدّم ذكر ذلك في محلّه، ووليها من غير سبق رياسة قبل ذلك توجب ذلك، فباشر الدوادارية مدة شهور ثم رقاه إلى تقدمة ألف في أسرع وقت وأقربه، وسكن بالدار الذي (كذا) بقرب جامع سنقر، وأخذ في أثناء ذلك في إنشاء تربة هائلة بالصحراء خارج الريدانية وهي تعرف به الآن، واجتهد في إنشائها بالظلم والعسف الشديد وقطع مصانعة العمال وضربهم واستعمال البعض منهم بغير أجرة، فاتفق أن أخذه الله تعالى قبل تمام ذلك وأراح منه ومن ظلمه وعسفه وجوره الخارج بذلك عن الحدّ. وكان شكلا حسنا، وعنده مهابة نفس وتجمّل وفروسية مع تكبّر وجبروت زائد. توفي في يوم الجمعة سادس شوال في أواخر الطاعون وقد جاوز الثلاين سنة، وجهّز وأحضرت جنازته لمصلّى سبيل المؤمني، ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه وحمل إلى تربته التي أنشأها بالظلم فدفن بها. (٣) انظر عن (السلطان بو سعيد) في: الضوء اللامع ٩/ ١١٦ رقم ٣٦١ وفيه: أبو سعيد القان ملك التتار، وحفيد شاه رخ واسمه كنيته، والروض الباسم ٤ / ورقة ٢٢٢ ب و ٢٢٦ ب و ٢٢٧ أ، وبدائع الزهور ٣/ ٣٢، والتاريخ الغيائي ٢٣٠ - ٢٣٢ وفيه: أبو سعيد بن محمود بن مير زاده ميرانشاه بن تمر، حوادث الدهور ٣/ ٧٣٣، وحبيب السير ٤/ ٥١، ولب التواريخ ٢٢٠، وإنباء الهصر ١١٣، ١١٤ رقم ٣٩. (٤) في الروض: «سعيدان». (٥) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض ٤ / ورقة ٢٢٦ ب: من أعظم سلاطين الإسلام وملوكهم، وغلط =