كتابنا هذا. ويسمّى في شذرات الذهب ٧/ ٣٣١ «ذيل الدول»، وفي القاموس الإسلامي ٥/ ٩٣، ٩٤ «ميل الأمل في ذيل الدول»، وانظر: «التاريخ العربي ٣/ ٢٥٥.
[وصف المخطوط]
وهو يتألّف من مجلّدين اثنين، الأول منهما في ٣٥٢ ورقة × ٢ = ٧٠٤ صفحات. والثاني في ٤٠٥ ورقات × ٢ = ٨١٠ صفحات. وهو في نسخة فريدة لم نقف على ثانية لها، محفوظة في مكتبة بودليان بأكسفورد، رقم ٦١٠، ٢٨٥ Hunt ، قياس ٢١ × ١٥ سم. ومنها أوراق قياس ١٨ × ٢٩ سم. وفي الصفحة الواحدة ٢١ سطرا، وفي السطر ١٧ كلمة غالبا، وهناك بعض الصفحات كتبت بخط أكبر، فقلّت الأسطر فيها إلى ١٩ سطرا، والكلمات إلى ما معدّله ٩ كلمات في السطر الواحد. وهي بخط النسخ الجيد بشكل عام، كتبت بالمداد الأسود، والعناوين بالأحمر، وكذلك بدايات السنين والشهور وفي بداية كل خبر تقريبا حيث يستهلّه بكلمة:«وفيه»، و «في شهر كذا». والنسخة ليست بخط المؤلّف، وإنما منسوخة في تاريخ غير معروف عن نسخة الأصل، ولهذا وقع فيها الكثير من التحريف والتصحيف، والتقديم والتأخير في تنقيط الحروف، وغمضت على الناسخ قراءة بعض الكلمات فرسمها كما وجدها دون تحقيق وضبط، ومن هنا واجهتنا مهمّة مضاعفة في قراءة النص الأساس كما أراده المؤلّف في الأصل، إذ لا نملك نسخة أخرى للمقارنة والمقابلة، يضاف إلى هذا تفرّد المؤلّف بذكر أخبار لا نجدها في المصادر الأخرى، فضلا عن الأغلاط النحوية واللغوية والإملائية الكثيرة التي عملنا على تصحيحها وتصويبها والإشارة إليها، في المتن أحيانا، وفي الحواشي أحيانا أخرى، حسب مقتضيات التحقيق. إذ في بعض الأحيان يضطر المحقق أن يبقي على الخطأ أو الغلط كما هو في المتن، ويصحّحه أو يصوّبه في الحاشية، وفي أحيان أخرى يضطّر إلى إثبات الألفاظ أو الكلمات صحيحة في المتن، وينبّه في الحاشية إلى أنها كتبت غلطا في النسخ، أو في الأصل، والراسخون في العلم وأهل التحقيق في كتب التراث لا يخفى عليهم هذا الأمر.
وفي النسخة حواش ليست بالقليلة، ويتضمّن المجلّد الأول من حوادث سنة ٧٤٤ حتى نهاية حوادث سنة ٨٤٠ هـ. والثاني يبدأ بحوادث سنة ٨٤١ وينتهي بحوادث سنة ٨٩٦ هـ. وقد ضاعت ورقة واحدة من المجلّد الثاني في حوادث سنة ٨٥٣ هـ.
والكتاب في الأصل لا ينتهي عند السنة (٨٩٦ هـ) فحسب، بل هو يؤرّخ إلى ما بعد سنة ٩٠٦ هـ - بالتأكيد، وربّما إلى ما بعد سنة ٩١١ هـ. على الأرجح. وينطبق رأينا هذا على كتاب الكبير «الروض الباسم» أيضا. فالذي وصلنا من «الروض الباسم» ينتهي