للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذو الحجة]

[الكلام في مجلس التهنئة بالشهر]

وفي ذي حجّة، لما أصعد القضاة لتهنئة السلطان بالشهر وقع كلام بينهم في غير ما قضية، وكان كهيئة عقد مجلس، وتفاوض فيه القاضي الحنفي الغزي (١) مع الصلاح الطرابلسيّ بحضور السلطان (٢).

[تضرّر الناس من قلّة الأضاحي]

وفيه لم يظهر الضحايا (٣) التي كانت على العادة جرت بظهورها وكثرتها في هذه الأيام، وتضرّر الناس بذلك، سيما من له عادة بالتضحية.

وكثر أذى جلبان السلطان وصاروا يركبون إلى ضواحي القاهرة فيأخذون ما وجدوه من غنم وبقر، وامتنع الجالب، وصار من يجلب شيئا (٤) منها جلبه خفية ودخل به إلى (. . . . .) (٥) حتى يقدر يبيع منه شيئا (٦)، ولم يوجد منه بالرملة ولا بغيرها حتى ولا الرأس الغنم. وعدّ ذلك من النوادر (٧).

[زيادة التكاليف المالية على ناظر الخاص]

وفيه تكلّم العلاء بن الصابوني ناظر الخاص في قضية ما هو متكلّفه من المال للأضحية، وتبرّم مما هو فيه وأظهر أنه في غاية الضرر في تحصيل ذلك، فسأله السلطان عن كمية هذا المال، فعرّفه بأنه أربع (٨) آلاف دينار. وكان في ظنّه / ٣٢٢ أ / أنّ مساعدة السلطان في ذلك، فأمره السلطان بإحضارها وخمسماية دينار أخرى زيادة عليها، فأخذ في الاستعفاء، فصار كلّما أخذ في الاستعفاء وكرّر ذلك فزيّد (٩) عليه السلطان خمسماية إلى أن وصّلها السلطان إلى سبعة آلاف، وأمره بأن يحضرها سريعا، وتوعّده إن لم يسرع في ذلك. فسقط في يده وندم على كلامه.

[حكاية السمكة العجيبة]

وفيه اتفقت نادرة غريبة، وهي أنّ شخصا من أهل الصليبة يقال له قلقاس اشترى سمكة كبيرة وبعثها إلى داره، فحين أرادت زوجته تقطيعها بالسكين تحرّكت برأسها ورأت إلى المرأة بعينها شررا، فارتعبت من ذلك، فقالت هي لخادمها: إنها لم تمت إلى الآن،


(١) في المخطوط: «العزي».
(٢) خبر الكلام في المجلس لم أجده في المصادر.
(٣) الصواب: «الأضاحي».
(٤) في المخطوط: «شيا».
(٥) كلمتان غير واضحتين في المخطوط.
(٦) في المخطوط: «شيا».
(٧) خبر تضرّر الناس في: بدائع الزهور ٣/ ٢٠٥.
(٨) الصواب: «بأربعة».
(٩) الصواب: «فزاد».

<<  <  ج: ص:  >  >>