كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

ربيع الاول - الرياح العاصفة - ج: 4 - ص: 211

[الرياح العاصفة]

وفيه كانت رياح عاصفة جدّا وكثر هبوبها، وقدم الخبر بأنه غرق بسببها عدّة مراكب نحوا (١) من ثلاثة عشر (٢)، وهي كانت أشحنت بالبضائع من صيدا وبيروت، وقصدت دمياط، فذهبت (٣).

[الدابّة البحرية]

وفيه ورد الخبر أنّ البحر قذف بدابّة عظيمة مهولة الخلقة بشاطىء دمياط، ذرعت فكان طولها خمسا وخمسين ذارعا، وعرضها سبعة أذرع (٤).

[وفاة الزاهد ابن عرب]

[١٦٢٥]- وفيه كانت وفاة زاهد الوقت وعابده الوليّ، الصالح، سيدي أحمد بن إبراهيم بن محمد اليمنيّ، المعروف بابن (٥) عرب (٦).

وكان من عباد الله الصالحين وحزبه المفلحين، وله كرامات، وكان زاهد أهل عصره، وأصله من اليمن، وولد لأبيه ببرصا من بلاد الروم، وكان مقيما بالخانقاه بالشيخونية، وله بها خلوة، وكانت أكثر إقامته بسطح الخانقاه. ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه، وتقدّم في ذلك البدر العيني القاضي الحنفي، وحمل إلى الخانقاه، فدفن بقبر فهو في قبّتها، قد أعدّه الله تعالى له من مدّة سنين، حتى عدّ ذلك من كراماته، فإنّ القبر المذكور من عمل شيخو، وكان خاليا، وكان يعرف القراءات (٧). وذكر عنه أنه أقام زيادة على العشرين سنة لم يشرب الماء. وشهرته تغني عن مزيد ذكره، رضي الله تعالى ونفع به.

[وفاة الشهاب المتبولي]

[١٦٢٦]- وفيه مات الشهاب، أحمد بن موسى بن نصر المتبوليّ (٨) المالكيّ، موقّع عن الحكم، عن خمس وثمانين سنة.

---

(١) الصواب: «نحو».
(٢) الصواب: «ثلاث عشرة».
(٣) خبر الرياح في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٧٣٨.
(٤) خبر الدابّة في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٧٣٨، وبدائع الزهور ٢/ ١١١.
(٥) في الأصل: «بان».
(٦) انظر عن (ابن عرب) في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٧٥٧، ٧٥٨، ودرر العقود الفريدة، رقم ١٠٥، وذيل الدرر الكامنة ٣٠٨ رقم ٦٠٦، وإنباء الغمر ٣/ ٣٨٤، ٣٨٥ رقم ١، والدليل الشافي ١/ ٣٦ رقم ١١٠، والمنهل الصافي ١/ ٢٠٥، ونزهة النفوس ٣/ ١٢٤، ١٢٥ رقم ٦٤٨، والضوء اللامع ٢/ ٢٠٠، ٢٠١، وبدائع الزهور ٢/ ١١٢، وتحفة الأحباب ٩١ - ٩٣.
(٧) في الأصل: «القرات».
(٨) انظر عن (ابن نصر المتبولي) في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٧٥٨، ٧٥٩، والنجوم الزاهرة ١٥/ ١٤١، والمنهل الصافي ٢/ ٢٢٨ رقم ٣١٨، =