للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذو الحجة]

[منازلة جهان شاه بغداد]

وفي ذي حجّة ورد الخبر بأنّ جهان شاه نازل بغداد لمحاصرتها وبها ولده بير بضاغ (١)، وقد تمرّد عليه ورفع رأسه لشجاعته وكثرة جيوشه لا سيما بعد قتل المشعشع. / ١٧٤ ب / ودام الحصار مدّة، ولم يقدر عليه، وآل الأمر بينهما إلي الصلح، ثم إلى قتل بير بضاغ (٢). وكان كأبيه (٣) في سوء الاعتقاد، بل فاقهم في انحلال العقيدة.

ويقال إنه قال بإلهه علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وله في رفضه وتشيّعه أخبار تطول. كان قتله على يد أخوه (٤) محمد، وأراح الله تعالى منه (٥).

[عقد أزبك من ططخ على ابنة أستاذه]

وفيه عقد لأزبك من ططخ رأس نوبة النوب على ابنة أستاذه الخوند بنت الظاهر جقمق بعد موت زوجها جانبك الظريف في هذه السنة.

وهذه ثانية زوجة لأزبك من بنات أستاذه، وهي باقية في عصمته إلى يومنا هذا الذي جمعنا فيه هذا التاريخ (٦).

[وفاة ابنة السلطان]

[٢٦٥٤]- وفيه ماتت ابنة للسلطان اسمها فرج (٧)، وهي في السادسة من العمر.

وكانت من سورباي التي صيّرها الخوند على ما قدّمناه لك. وكان السلطان يأنس إلى هذه الإبنة ويحبّها جدّا، حتى أنه أبطل خدمة القصر حين ماتت من كثرة أسفه عليها وحزنه بما لم يعهد مثله من سلطان على ولد ذكر كبير فضلا عن الأنثى الصغيرة. وعدّ ذلك من النوادر.


= ومن ولي الأمير اخورية الكبرى، ومن ولي الرأس نوبة الكبرى، وإمّا نائب حماه فكثير منهم ممّن وليها إلى غير ذلك من أعيان الأمراء، ويا ليت، هذا، كان قانباي هذا ممّن له أهليّة من جهة أخرى كفضيلة أو معرفة أو ذكر حسن بصيت وسمعة أو غير ذلك ممّا يكون مندوحة حتى يقال له وغير ذلك المعنى المكمل له، فلهذا وليها بل كان في غاية الإهمال، ولله الأمر، صدق الصادق المصدوق: «إذا وسدّ الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة»، على أنّ هذه الطائفة كلّها غير أهلية، لكن النحس في هذا أظهر وأكثر وأكبر».
(١) في الأصل: «بضاع».
(٢) في الأصل: «بضاع».
(٣) في الأصل: «كابا به».
(٤) الصواب: «على يد أخيه».
(٥) خبر منازلة بغداد في: الروض الباسم ٣ / ورقة ١١٨ أ.
(٦) خبر عقد أزبك في: الروض الباسم ٣ / ورقة ١١٧ أ، ب.
(٧) انظر عن (فرج) في: الضوء اللامع ١٢/ ١١٤ رقم ٦٩١، والروض الباسم ٣ / ورقة ١٢٤ ب، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>