للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زمّاما بمال بذله في ذلك، ثم لم ينتج وصرف، وتخومل.

[ضبط الموتى بالطاعون]

وفيه كان عدّة من ضبط بالمصلّيات من الموتى ألف (١) ومائة وثلاثة وخمسون (٢) نفرا. وزال الحال في هذه الأيام، واشتغل بال الناس، وتعطّلت معايشهم (٣).

[حجوبية الحجاب بطرابلس]

وفيه استقرّ الشهاب أحمد بن القليب في حجوبية الحجّاب بطرابلس، عوضا عن خشقدم الأردبغاوي، مضافا لما بيده من الأستادارية والجهات السلطانية (٤).

[جمادى الآخر]

[إحصاء الموتى بالطاعون]

وفي جماد الآخر كان عدّة من يرد اسمه للديوان من الأموات ثلاثمائة وستة وعشرون (٥) نفرا. وكان المصلّى عليهم نحوا من الألفي نفرا (٦). ويقال: بل كانوا زيادة على ثلاثة آلاف (٧).

[الغلاء والوباء]

وفيه مع هذا الوباء كان الغلاء ظاهرا، وكان الخبز عزيز الوجود بالأسواق. وأبيع الرطل منه بأربعة دراهم فلوس، وارتفع سعر الغلال، وكذا الألبسة. وسبب الغلاء إنما هو الجلبان لا غير، وظهر منهم في هذا الطاعون من النوادر ما يستغرب ذكره من ذلك شدّة شرّهم في الأقاطيع، ووقع لهم في ذلك أشياء نادرة غريبة يطول الشرح في ذكرها، قد عدّدناها في تاريخنا «الروض الباسم» (٨).

ومن النوادر الغريبة فيه أيضا أنّ شخصا منهم اجتاز بجنازة مسجّاة بطرحة من الزركش فاختطفها من على النعش وفرّ إلى يومنا هذا.

ومن النوادر وفيه أيضا، أنّ واحدا منهم سمع مديرا أمام جنازة وهو يقول: حاشاك


(١) الصواب: «ألفا».
(٢) الصواب: «وخمسين».
(٣) خبر ضبط الموتى في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٤١.
(٤) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٤١، وبدائع الزهور ٢/ ٣٥٩، وتاريخ طرابلس ٢/ ٧٤ رقم ٢٩.
(٥) الصواب: «وعشرين».
(٦) الصواب: «من الألفي نفر».
(٧) خبر الإحصاء لم أجده في المصادر.
(٨) لم تصلنا حوادث هذه السنة من «الروض الباسم».

<<  <  ج: ص:  >  >>