للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل ضمّ شمل السحت وهو محرم ... عند الرسول فحرّقته النار (١)

[وصول قاصد يعقوب شاه بن حسن الطويل]

وفيه وصل إلى القاهرة قاصد يعقوب شاه بن حسن الطويل، وصعد إلى بين يدي السلطان ومعه مكاتبة من مرسله بالتودّد والاعتذار عمّا وقع، فتكلّم السلطان بكلمات فيها العتب والمخاشنة، ثم أضاف القاصد بعد ذلك وطيّب خاطره (٢).

[الشكوى من أمر الفلوس وغلاء الأسعار]

وفيه ركب السلطان إلى غير ما جهة غير ما مرة، وكلّما اجتاز بالعامّة ضجّوا إليه في أمر الفلوس وما هم فيه من الضرر بواسطة ذلك، وشكوا إليه غلو (٣) الأسعار وارتفاعها، فأمر بأن يعقد مجلس بالصالحية بحضرة القضاة الأربع (٤)، وكاتب السرّ، وناظر الخاص، والمحتسب، فعقد في سلخه وقد جمعت فيه التجار والسوقة، واجتمع فيه من الغوغاء ما شاء الله أن تجمّع. ثم أخذوا في التكلّم في أمر الفلوس وما ناب الناس من ضررها، وعمّ من بليّتها بسبب غلو (٥) الأسعار وارتفاع سعر الدينار إلى نحو الأربعمائة بعد الثلاثمائة.

وبينا هم في أثناء ذلك / ٣١٧ أ / أخذ العلاء بن الصابوني ناظر الخاص في كلام يشبه المعارضة في أمر الفلوس لعرض ماله في ذلك، فإنه كان قد ضرب فلوسا جددا بسكة السلطان غالية الأثمان جدا، وكان في همّته أن يمشيها في القاهرة. فلما سمع العامّة كلامه ثاروا ثورة رجل واحد وأرادوا الفتك بابن الصابوني بل رجموه، لولا أنه فوزنه (٦) في الحال، وإلاّ كانوا قتلوا.


(١) هكذا ورد البيتان هنا، وقال ابن إياس: واعتذر آخر عن ذلك: لم يحترق حرم النبيّ لحادث يخشى عليه ولا دهاه العار لكنّما أيدي الروافض لامست ذاك الجناب فطهّرته النار واعتذر آخر عن ذلك: قالوا لقد غاب الصواب لحادث تبنى عليه رضاهم الكفار بل ضمّ شمل السحت وهو محرم عند الرسول فحرّقته النار (بدائع الزهور ٣/ ١٨٨). وذكر ابن العماد الحنبلي، ونقل عنه القرماني قول بعضهم: لم يحترق حرم النبيّ لريبة تخشى عليه وما به من عار لكنّما أيدي الروافض لامست تلك الرسوم فطهّرت بالنار (شذرات الذهب ٧/ ٣٤٤، أخبار الدول ٢/ ٢٢٣).
(٢) خبر وصول القاصد في: بدائع الزهور ٣/ ١٨٩.
(٣) الصواب: «غلاء».
(٤) الصواب: «القضاة الأربعة».
(٥) الصواب: «غلاء».
(٦) الصواب: «لولا أنه وزنه».

<<  <  ج: ص:  >  >>