للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[احتراق دار ابن جلود]

وفيه أحرقت دار ابن (١) جلود بفم الخور، وكانت من مشاهير الدّور، وبها نزل جمجمة بن عثمان، وبها جماعة إلى الآن (٢).

[تطيّر قاسم شغيثه من اليوم المفرد]

وفيه، في حادي عشرينه، طلب قاسم شغيثه ليخلع عليه خلع الوزارة فتطيّر بكون في هذا اليوم من المفردات، فسأل التأخّر ليوم آخر، فاتفق أنه لم يخلع عليه، ووقع ما تطيّر به من غير شبيه الذي ظنّه (٣).

[وصول مبشّر الحاج]

وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر (٤) بالأمن والسلامة، وتوسّط (الحال) (٥) في الأسعار (٦).


= مع قناديلها، وصار المسجد كاللجّة العظيمة، وللسيل حسّ كالصواعق، حتى إنه حمل المنبر مع مزيد ثقله، لقرب باب المجاهدية ملاصقا للبوايك، واقتلع كثيرا من أبواب المسجد مع قوّتها وتمكّنها، وتلف الكثير مما كان بقبّة العبّاس، وقبّة الفرّاشين، وغيرهما من الربعات والآلات وغيرها، بل أتلف سائر ما بالأماكن المطلّة على المسجد أو غالبه، ومن بيوت مكة ما لا ينحصر، خصوصا ما كان في طريقه، كسوق الليل والمسفلة، بحيث سمعت من يقول: إنّ الأماكن التي تلفت تزيد على ربع بيوتها، وتلف لأهلها وللمجاورين ما لا يدخل تحت الحصر. وأما من مات فيه، فخلق لا يحصيهم إلا الله، أكثرهم غرباء، والذي وجد منهم بالمسجد خاصة زيادة على المئة. ولو لم يكسر السيل باب إبراهيم، لغرقت مكة كلها. وتعطّل المسجد من إقامة الجماعات أياما، وأقيمت جمعة بسطحه، وشمّر عالم الحجاز ساعده في تنظيف المسجد الحرام وتجهيز ما ظفروا به من الأموات ودفنهم، واقتفى أثره من أراد الله به الخير، بحيث ما دخل الحج إلا وقد انتهى، فصار ما أزيل من الطين ونحوه نحو ثلاثين هرما، كل هرم كالجبل الصغير، إلى أن نقل بعد انفصال الموسم. وكان المطر عامّا بعرفة وبطن مر ومنى وجدّة، وطاح من بيوتها الكثير، وملأ الصهاريج، وفاض إلى جهة البحر، وامتلأت طرق المدينة أيضا من الأمطار. وبالجملة، فكان من الآيات العظام، ومع ذلك فلم يرعو الخطيب، حيث لوّح، بل صرّح بألفاظ فظيعة أجنبية فاصلة بين أركان الخطبة أو بينها وبين الصلاة مما لو حكي لي ما قبلته، وهو مبطل لها، ولا يرضاه من له أدنى عقل ودين حول بيت رب العالمين». (وجيز الكلام ٣/ ٩٣١، ٩٣٢).
(١) في المخطوط: «دار بن».
(٢) خبر احتراق الدار لم أجده في المصادر.
(٣) خبر تطيّر قاسم لم أجده في المصادر.
(٤) في المخطوط: «واخر».
(٥) كتبت فوق السطر.
(٦) خبر مبشر الحاج لم أجده في المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>