للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تفشّي الطاعون]

وفيه ورد الخبر بفشاء الطاعون بالنحريرية وبلاد الوجه البحري سيما بدمنهور، ومات خلق كثير حتى قيل إنّ الذي أحصي ممّن مات بالمحلّة زيادة على خمسة آلاف نفر، وكانت الأخبار ترادفت بفشائه ببلاد الشمال وكثرة موت الناس هناك، وكذا ببلاد الروم سيما برصا. وورد الخبر بفشائه وشناعته وهناك حتى كان يموت بها في كل يوم زيادة على ألف وخمس ماية إنسان (١).

[بدء الطاعون بالقاهرة]

وفيه ابتدأ بالقاهرة الطاعون أيضا، وكان الناس يرجفون به ويلهجون بمجيئه حتى كان الأطفال يتحدّثون به في الطرقات إلى أن وقع بدايته في هذا الشهر، ثم فشى (٢) جدّا حتى كان يعد ذلك من نوادر الطواعين والأوبئة، وصار له ذكر وشهرة فيما بعد ذلك، وسمّي الفصل الكبير، وأرّخ به، وزادت هذه الأموات في أواخر هذا الشهر بالقاهرة ممّن يرد اسمه للديوان الحشري خاصّة نحو الخمسين إنسانا في كل يوم.

وفيه، اشتدّ خوف الناس من الوباء والطاعون وكثرت أوهامهم حتى كان منه ما سنذكره (٣).

[جمادى الأول]

[سفر طائفة إلى مكة]

وفي جمادى الأول خرج طائفة من الناس مسافرون (٤) إلى مكة صحبة ناظر جدّة إبراهيم بن المرة.

[تفشّي الطاعون]

وكان ابتداء فشاء الطاعون، وكان عدّة من يرد اسمه الديوان فقط زيادة على الماية، وذلك بعض من يرد لا الكلّ.

وفيه لما كثر الإرجاف بأمر الطاعون وأخذ في الظهور، فصار يموت الناس زيادة على ما كان قبل ذا اليوم نودي في الناس بصيام ثلاثة أيام، وبالتوبة إلى الله تعالى من


(١) انظر عن (الطاعون) في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٢١، وإنباء الغمر ٣/ ٤٣٧، والنجوم الزاهرة ١٤/ ٣٣٨، ووجيز الكلام ٢/ ٥٠٧.
(٢) الصواب: «فشا».
(٣) خبر بدء الطاعون في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٢٢، وإنباء الغمر ٣/ ٤٣٧، والنجوم الزاهرة ٤/ ٣٣٨، ووجيز الكلام ٢/ ٥٠٧، ونزهة النفوس ٣/ ١٨٢، وبدائع الزهور ٢/ ١٢٨.
(٤) خبر مكة في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٢٢، وإنباء الغمر ٣/ ٤٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>