للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عجز السلطان عن الحركة]

وفيه عجز السلطان عن الحركة وضعف عن المشي، فأمر بأن تكون الخدمة بالدهيشة، وأعلم الأمراء استمرارها بها، فالآن اعترف بالعجز الذي كان منكره، وفي الحقيقة كان مريضا إلماما به لكنه يكتم ذلك (١).

[تكريم السلطان لخليل بن الناصر فرج]

وفيه وصل إلى القاهرة خليل بن الناصر فرج من ثغر الإسكندرية ليحجّ في هذا العام. وكان قد بعث يسأل في ذلك فأجاب السلطان سؤاله، وصعد إلى القلعة فأكرمه السلطان وعظّمه، وخلع عليه كاملية، هائلة. ثم التمس بأن يجتمع بالفخر عثمان ولد السلطان، فاستعفى السلطان من ذلك، وقال له: هو يأتيك إن شاء الله تعالى لتقبيل يديك.

ثم نزل خليل بدار أخته الخوند شقراء، ونزل عثمان بعد ذلك إليه، وسلّم عليه، وكان ذلك في يوم جمعة، حضر فيه عثمان عقد (٢) لولد شيخي الشيخ قاسم الحنفي بالبرقوقية. ولما ركب منها دخل إلى خليل المذكور (٣).

[مقتل نائب الكرك]

[٢٣٠٤]- وفيه ورد الخبر على السلطان بقتل طوغان النوروزي (٤) نائب الكرك، في حرب كانت بينه وبين بني عقبة.

وكان طوغان هذا من مماليك أقبردي المنقار، وخدم بعده عند نوروز، ثم صار بعده في ديوان الجند السلطاني، وتنقّل حتى ولي نيابة الكرك.

وكان ذا شجاعة وإقدام مع بعض طيش وخفّة.

وهو والد العلائي، علي بن طوغان (٥) دوادار قانصوه خمسمائة الأمير اخور كبير بعصرنا الآن، وهو شابّ حسن، له أدب وحشمة وسكون ووقار.

ومولده (٦) سنة ستّ وأربعين.


(١) خبر عجز السلطان في: النجوم الزاهرة ١٥/ ٤٤٥، وبدائع الزهور ٢/ ٢٩٧.
(٢) الصواب: «عقدا».
(٣) خبر تكريم السلطان في: حوادث الدهور ٢/ ٣٧٥ - ٣٧٧، ووجيز الكلام ٦٦٥، والتبر المسبوك ٣٩٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٩٧.
(٤) انظر عن (طوغان النوروزي) في: حوادث الدهور ٢/ ٣٧٧، و ٣٩٤، ٣٩٥ رقم ٢٠، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٤٤٦ و ١٦/ ٢١، والتبر المسبوك ٣٩٣ و ٤٠١، والضوء اللامع ٤/ ١٢ رقم ٤٣، وبدائع الزهور ٢/ ٢٩٧.
(٥) انظر عن (علي بن طوغان) في: الضوء اللامع ٥/ ٢٣٣ رقم ٧٨٥.
(٦) أي مولد علي بن طوغان.

<<  <  ج: ص:  >  >>