للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديدا يشبه حرّ الأسد، هذا والشمس في أوائل الجوزاء (١).

[اهتمام السلطان بختان ولده]

وفيه كان الاهتمام من السلطان بأمر ختان ولده محمد السباعيّ السنّ، ودام هذا الاهتمام من هذا اليوم - أعني من أول رجب إلى أواخره - هذا، والتقادم صاعدة إلى السلطان متوالية متتابعة من أول هذا الشهر إلى آخره ما بين ثياب حرير وغير ذلك، وما بين أغنام وأبقار وسكاكر وفواكه وجزئيات يطول الشرح في ذكرها، ثم عمل الختان في عشرينه، وكان حافلا، ختن فيه مع ولد السلطان جماعة من أولاد الأمراء الأكابر والأصاغر والخاصكية زيادة على الأربعين ولدا. وزيّنت القاهرة زينة ما زيّنت مثلها من سنين.

ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها (٢).

[وفاة خضر بن شمان]

[٣٥٧٣]- (وفيه مات خضر بن شمان (٣) النوروزيّ، الجركسيّ الأصل، القاهريّ، الحنفيّ.

وكان فاضلا، حشما، أدوبا، رئيسا، له عقل وتؤدة، وحسن سمت، وكرم نفس (٤).


(١) خبر الحر الشديد لم أجده في المصادر.
(٢) خبر ختان ولدي السلطان في: وجيز الكلام ٣/ ١١٣٤، وبدائع الزهور ٣/ ٢٧١، ٢٧٢، ومفاكهة الخلان ١/ ١٣١. وقال ابن إياس: وفي رجب كان ختان ولد السلطان المقر الناصري محمد، الذي تسلطن بعده، وكان عمره يومئذ نحوا من سبع سنين وأشهر، وكان المهمّ بالقلعة سبعة أيام متوالية، وكان من نوادر المهمّات، فاجتمع سائر مغاني البلد، ورسم السلطان بأن تزيّن القاهرة فزيّنت زينة حافلة، حتى زيّنوا داخل الأسواق مثل: سوق الشرب؛ والجواهرة، والورّاقين، وسوق الفاضل، والباسطية، وسوق الحاجب، والصاغة، وغير ذلك من الأسواق، وخرج الناس في القصف والفرجة عن الحدّ، وكان العسكر غائبا في التجريدة والناس في أمن من أذى المماليك، ودخل على السلطان من التقادم ما لا ينحصر من مال وخيول وقماش وسكّر وأغنام وأبقار وغير ذلك مما يزيد عن خمسين ألف دينار، فكان من جملة ما أهداه المقر الشهابي أحمد بن العيني طست وإبريق ذهب، زنته نحو من ستمائة مثقال، برسم الختان، وأشياء كثيرة غير ذلك.
(٣) في بدائع الزهور: «سنان»، والمثبت يتفق مع الوجيز، وفي الضوء: «شماف أو شوماف». وانظر عن (خضر بن شمان) في: وجيز الكلام ٣/ ١١٥٧ رقم ٢٣٥٤، والضوء اللامع ٣/ ١٧٨، ١٧٩ رقم ٦٩٦، وبدائع الزهور ٣/ ٢٧٢.
(٤) في المخطوط: «نفيس».

<<  <  ج: ص:  >  >>