للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ومجيء من بحلب من الأمراء، والإذن لقاصد شاه سوار) (١) الذي قدم على الأتابك أزبك بحلب وهل يصحبه معه أو لا.

واتفق من الغرائب أن الأتابك خرج من حلب قبل وصول المرسوم إليه بحضوره (٢).

[المرسوم إلى نواب الشام]

وفيه كتب مرسوم إلى نواب البلاد الشامية بأن يكونوا على أهبة (٣)، فإنّ التجريدة ستخرج من القاهرة بعد رمضان، وهذا بعد أن أشيع بالقاهرة بوقوع الصلح عن قريب، وتعجّب الناس من هذه المناقضة وتحيّروا في أنّ الأمر هل هو راجع إلى الصلح أو القتال (٤).

[نيابة دمياط]

وفيه استقرّ جقمق الظاهري في نيابة دمياط (٥).


(١) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.
(٢) خبر مشاورة السلطان في: تاريخ البصروي ٤٣، والروض الباسم ٤ / ورقة ٢٤٩ أ، وبدائع الزهور ٣/ ٤٢، وإنباء الهصر ١٦٠.
(٣) في الأصل: «اهيئة».
(٤) خبر المرسوم في: الروض الباسم ٤ / ورقة ٢٤٩ أ.
(٥) انظر عن نيابة دمياط في: الروض الباسم ٤ / ورقة ٢٤٩ أ، وبدائع الزهور ٣/ ٤٣، وإنباء الهصر ١٦٠ وفيه اسمه: «جمق المبسوط». وقد ترجم المؤلّف - رحمه الله - لجقمق في الروض فقال: أصله من تركمان البلاد الحلبية، ويقال إنه كان مكاريا بحلب بعد قدومه إليها من بلاده، ثم قدم بعد ذلك القاهرة وصار تبعا عند الصارمي إبراهيم خازندار المقام الناصري محمد بن الظاهر جقمق، وآل به الأمر أن نزل في ديوان الجند السلطاني في دولة الظاهر المذكور بواسطة إبراهيم المذكور وذلك لدعابة ولجاجة وتمسخر كان يبديه له، ودام على ذلك مدة إلى سلطنة الأشرف قايتباي، فسعى في نيابة دمياط، يقال بمال بذله في ذلك، وكان قبل ذلك قد صيّر خاصكيا على إقطاع جيد فولي دمياط في هذا اليوم وباشرها وحصل له منها المال والمنقوع على ما قيل ثم صرف عنها بسعي في نيابة القدس ظنا منه أنها فيما قصده فوق دمياط فوليها بعد هذا التاريخ، وتوجّه إليها فلم ينتج له بها أمر، وصرف عنها وعاد إلى القاهرة، فرتب له السلطان عشرة آلاف درهم في الشهر فأخذها على البساط ولم يقطعه شيئا من الأقاطيع، فأكل هذه الجامكية مدة وهو في مقام الأمراء العشرات بل فوق الكثير منهم في حشمه وخدمه وشونه وثروته، واتصل بالسلطان بل وبكثير من أكابر الأمراء، ولم يزل السلطان ينبسط إليه، ويظهر هو له التمسخر والبجاحة ويضحكه دائما في الملأ العام من الأمراء وغيرهم بدعابته ويعجب السلطان وغيره ما يبديه من ذلك التمسخر والدعابة. ودام على ذلك إلى أواخر سنة تسع وثمانين، فلما عرض السلطان الجيش لأجل ما يقال إنه يسافر أو نحو ذلك فقطع من جامكية جقمق هذا أربعة آلاف وأبقى معه سنة، وقال له: إمش على نحو ما يكفيك من هذه الستة آلاف، فحصل عنده بذلك تشويش بالغ وهو باق على هذا، بل وعين السلطان ناظرة إلى قطع الكل من جامكيته فيما أخبرت. وجقمق هذا إنسان حسن، خفيف =

<<  <  ج: ص:  >  >>