للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخمول، وقد تفرّقوا وتلاشوا، ونهب من بقي منهم، وطمع فيهم العربان وغيرهم في عودهم، وصار يسلبوا (١) من وجدوه في جماعة قليلة ونحوها. وقام يلبغا السالمي بالكساوي لهم والإسعاف، وأخذ في مظالم العباد، ففرض على الأوقاف والرزق والأقاطيع والأراضي أموالا جباها وجبى كري الأملاك من الناس لشهر واحد، وما أفلح بعدها، فإنه قبض عليه بعد ذلك غير ما مرة وصودر وحوسب على ما أخذ من الناس، فضرب عليه وعلى من قام معه بتهوّر قضيته بما لا خير فيه (٢).

[عودة ابن خلدون إلى مصر من دمشق]

وفيه كان ابن (٣) خلدون بدمشق، كان قد استصحبه السلطان، فلما عاد إلى القاهرة تولّى أمر سور دمشق وتوجّه إلى تمرلنك ووقع منه معه أشياء، وخلّص منه وأكرمه، وأمره بأن يعود إلى مصر إن شاء أو يتوجّه معه، فاختار العود إلى مصر (٤).

[القبض على الصدر المناوي]

[١٠٣٢]- وفيه قبض علي الصدر المناويّ، محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلميّ، المناويّ (٥)، الشافعيّ، قاضي القضاة، أسره اللنكيّة ودام معهم في الأسر حتى مات بعد ذلك غريقا في بحر الزاب بقيده.

وكان عالما فاضلا، رئيسا، حشما، وكان موته في شوّال.

[نفرة قلوب الناس من يلبغا السالمي]

وفيه أمر السلطان يلبغا السالميّ بأن يتحدّث في جميع أمور المملكة وأن يجهز في إرسال عسكر إلى الشام لقتال تمرلنك، فأخذ يلبغا في تحصيل الأموال ونهب المسلمين، فضلا عن أن جبى منهم، فنفرت القلوب عنه وتمالت الناس عليه، وشنّعت القالة فيه، وكثر الدعاء عليه (٦).


(١) الصواب: «وصاروا يسلبون».
(٢) النفحة المسكية ٣١٩، والسلوك ج ٣ ق ٣/ ١٠٤٥، وإنباء الغمر ٢/ ١٣٧، والنجوم الزاهرة ١٢/ ٢٣٦، ٢٣٧، ووجيز الكلام ١/ ٣٥٢، ٣٥٣، ونزهة النفوس ٢/ ٨٧، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٦١٠.
(٣) في الأصل: «بن».
(٤) السلوك ج ٣ ق ٣/ ١٠٥٢، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٦١٨.
(٥) انظر عن (المناوي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة ٤ / ورقة ٢١٧ أ، وذيل الدرر الكامنة ١٠٨ - ١١٠ رقم ١٢٦، وإنباء الغمر ٢/ ١٨١، ١٨٢ رقم ٩٢، والدر المنتخب، رقم ١١٣٢، والضوء اللامع ٦/ ٢٤٩، ووجيز الكلام ١/ ٣٥٤ رقم ٧٨٦، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٦١٦ و ٦١٨ و ٦٤٥، وشذرات الذهب ٧/ ٣٤، والدليل الشافي ٢/ ٥٧٧ رقم ١٩٨٢.
(٦) خبر النفرة في: السلوك ج ٣ ق ٣/ ١٠٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>