للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جمادى الأول]

[وفاة الولي بن أبي الوفا]

[٣٢٣٩]- وفي جماد الأول السيد الولي المجذومي بأخرة، أبو الفضل، محمد بن أبي الوفاء (١).

وكان من بيت كبير في الولاية، وله شهرة وذكر. ترك ما كان من أمور الدنيا بأخرة، وحصل له حال حتى بغته الأجل.

[زلزلة القاهرة]

وفيه زلزلت القاهرة بعد العشاء الآخرة زلزلة محسوسة لكن لطيفة لم تدم (٢).

[احتراق دار برسباي]

وفيه كانت (٣) حرق دار برسباي قرا رأس نوبة النوب وما بأحوازها من المدرسة المقابلة للأبي بكرية، وما تجاه داره من الربع، ونهب المدرسة الفخرية والديار التي بتلك الحارة، وثوران جلبان السلطان لذلك، وكانت كائنة فظيعة شنيعة كادت أن تعمّ البلد، وجرت فيها أمور ذكرناها برمّتها في تاريخنا الكبير «الروض الباسم» (٤).


(١) انظر عن (ابن أبي الوفاء) في: وجيز الكلام ٣/ ٩٤٦ رقم ٢١٢٩، والضوء اللامع ٩/ ٩٠ رقم ٢٥٢، وبدائع الزهور ٣/ ٢٠١.
(٢) خبر الزلزلة في: بدائع الزهور ٣/ ٢٠١، ولم يذكرها السيوطي في: كشف الصلصلة.
(٣) الصواب: «وفيه كان».
(٤) في القسم الضائع منه. وخبر الحريق في: وجيز الكلام ٣/ ٩٤٠، ٩٤١، وبدائع الزهور ٣/ ٢٠٢، وفيه تفصيل أكثر، لعلّه ينقله عن «الروض الباسم» في القسم المفقود، فيقول: «ومن الحوادث في جمادى الأولى أن في يوم الثلاثاء عاشره، ثار جماعة من المماليك الجلبان، وتوجّهوا إلى دار برسباي قرا ونهبوا كلما فيها وأحرقوها عن آخرها، ونهبوا الربوع التي بجوارها وأحرقوها، حتى نهبوا بسط المدرسة الأبو بكرية والفخرية، حتى أخذوا القناديل التي بهما، وكانت مصيبة شنيعة، وهي أول فتك الجلبان بالقاهرة واستخفافهم بالسلطان، واستمرّت الفتن من يومئذ تتزايد حتى كان منهم ما سنذكره في موضعه. وكان سبب كاينة برسباي قرا أن شخصا من المماليك الجلبان دخل إلى سوق الشرب ليشتري ثوب بعلبكي (كذا) من بعض التجار، فتعترس عليه وضربه ضربا مبرحا، وأخذ منه الثوب البعلبكي غصبا، فشكاه التاجر من باب برسباي قرا، وكان يومئذ رأس نوبة النوب، فطلب ذلك المملوك، فلما حضر قامت عليه البيّنة بما فعله في سوق الشرب، فأدّبه برسباي قرا وضربه بين يديه، فلما بلغ خشداشينه ذلك ثاروا على برسباي قرا وفعلوا به ما فعلوا وراموا يحرقوا سوق الشرب، حتى أخلوا منه التجار قاطبة وكادت أن تكون فتنة كبيرة تعمّ البلد، ثم إن الأتابكي أزبك مشى بين المماليك الجلبان وبين برسباي قرا بالصلح، وسكن الحال قليلا».

<<  <  ج: ص:  >  >>