للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الحرب بين الفرنجة]

وفيه رد الخبر بأنّ دوكات ميلان (١)، ومعناه سلطان ميلان، وهي طائفة كبيرة من الفرنج مجاورة (٢) للبندقية، وله مملكة متّسعة، وهو دائما يحارب البنادقة، وله سطوة، ويوصف بمعرفة وعقل وسياسة، وكان قد ملك جنوة من منذ سنين، ثم انتزعت منه في سنة أربعين وثمانماية. فلما كان في هذا الزمان كاتب البابا برومة العظمى يلتمس منه ويدعه في الاجتماع به في محفل يجتمع فيه القسّيسون والرهبان وأعيان طوائف الروم من فرنج وغيرهم ليتفق الأمراء على أمر ديني يعقدوه (٣)، فأجابوا إلى ذلك، وساروا جميعا حتى توافوا على فراره، وهي في ممكلة دوكات بجوار مملكة فرنتين بقرب المحيط، وأنه كان جمعا وافرا ضاقت به الأرض بما رحبت وساروا بأجمعهم حتى نزلوا أرض فرنتين ثم اشتوروا فيما بينهم، فيقال على أن يمشوا على بلاد الإسلام ويحاربوهم (٤)، وأنّ البابا أجاب إلى ذلك، وفوّض إليه التصرّف والحكم فيما يفتحه من بلاد الإسلام، فاتفق أن افترقوا على ذلك إلى جهة بلادهم، وبينما الدوك سائر إذ طرق البنادقة على حين غفلة، وكانت بينهم حرب عظيمة قتل فيها ما شاء الله، وانهزم دوكات أقبح هزيمة وأشنعها، وقد أباد البنادقة عساكره فني معظمهم ونهبت أموالهم، فلقي الله البابا وجعل كيده في نحره (٥).

[قضاء الشافعية بحلب]

/ ٥٨ / وفيه خلع على العلاء بن خطيب الناصرية وأعيد إلى قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن ابن (٦) الجزري الحموي، وقد تقدّم ذلك (٧).

[توفّر الخبز وانخفاض الأسعار]

وفيه وجد الخبز بالأسواق شيئا بعد أن كان قد فقد منها، وغلت الأسعار لا سيما الألبان، فصار السعر إلى الانحطاط (٨).

[رمضان]

[فقد بعض الموادّ الغذائية]

وفي رمضان فقد السمن وعسل النحل بمصر حتى كان لا يوجد، وغلا البرسيم جدا


(١) في نزهة النفوس: «بيلان». ويراد بدوكات ميلان: أمراء ميلانو المدينة الإيطالية.
(٢) في السلوك: «تجاوز».
(٣) الصواب: «يعقدونه».
(٤) الصواب: «ويحاربونهم».
(٥) خبر حرب الفرنجة في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١١٧٩، ١١٨٠، ونزهة النفوس ٤/ ١٦٧، ١٦٨.
(٦) في الأصل: «بن».
(٧) خبر حلب في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١١٨٠، ونزهة النفوس ٤/ ١٦٨.
(٨) خبر الخبز في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>