للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حوادث] سنة سبع وخمسين وثمانماية

[محرّم]

[توعّك السلطان]

في محرّم كان السلطان موعوكا غاية الوعك لكنّه متجلّدا (١)، لم يظهر ذلك حتى كان يوم الخميس سابعه انقطع عن ظهوره للناس، وكثرت الأراجيف في شأن مرضه، بل أرجف بموته غير ما مرة حتى بلغه ذلك فلم يسهل به، فقام على قدمه، وخرج من مكان تمرّضه ماشيا في تاسع الشهر من غير أن يستعين في مشيه بأحد إلى أن دخل الدهيشة، فجلس بها غير مستند إلى شيء، وعلّم على المناشير وغيرها، ثم قام فدخل القاعة ماشيا ولم يخرج منها بعد ذلك إلاّ ميتا، فإنّ مرضه أخذ في التزيّد من يومئذ بحصار البول، / ١٨٠ / وحدّة في مزاجه. وكثر القال والقيل، ومع ذلك هو يتجلّد، والخدمة عمّالة، والداخل عليه لا يمنع، والعلامة مستمرّة، والأوامر والنواهي، وهو يظهر خلاف ما هو عليه، مع علمه بأنّ الحمام حائم حواليه (٢).

[وفاة متولّي القضاء]

[٢٣١٧]- وفيه مات متولّي قطيا (٣) الشهاب، أحمد بن عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج الأرمنيّ (٤)، في كهولته.

ولم يصل إلى شيء غير ولاية قطيا، مع أمله العظمة (٥).


(١) الصواب: «لكنّه متجلّد».
(٢) خبر توعّك السلطان في: حوادث الدهور ٢/ ٣٩٨، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٤٤٩، ٤٥٠، ووجيز الكلام ٢/ ٦٧٤، والتبر المسبوك ٤٢٣، وبدائع الزهور ٢/ ٢٩٩، وأخبار الدول ٢/ ٣١٢.
(٣) قطيا: من الجفار وهو المعروف برمل مصر وبه منازل للسفّارة أشهرها وأكبرها قطية أو قطيا. ويحيط بالجفار بحر الروم. (تقويم البلدان ١٧٨) وقطيا بلدة بها جامع ومارستان، وبها والي أمير طبلخاناه مقيم بها لأخذ العشر من التجار، وبها قاض وناظر وشهود ومباشرين، ولا يمكّن أحد من الجواز من مصر إلى الشام أو من الشام إلى مصر إلاّ بورقة. (الانتصار لابن دقماق ٢/ ٥٢، ٥٣) وهذا يعني أنها تقع عند الحدود القديمة بين مصر والشام على ساحل سيناء.
(٤) انظر عن (ابن أبي الفرج الأرمني) في: حوادث الدهور ٢/ ٦٠ رقم ٦، والنجوم الزاهرة ١٦/ ١٦٢، والضوء اللامع ١/ ٣٥٠.
(٥) هكذا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>