للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مماليكه وبين بعض أجلاب السلطان. ثم آل الأمر إلى أن أعطي الأمان على يد قانم التاجر. وظهر بعد أمور (١).

[تجريدة البحيرة]

وفيه عيّن السلطان تجريدة ثالثة نجدة لمن بالبحيرة. وكان لما عيّن التجريدة الأولى أردفها بثانية، ثم بهذه لما بلغه التقاء العسكر بالعرب، وأنه قتل طائفة من الجند السلطاني، واستحث هذه على الخروج بسرعة.

ووقع في يوم خروجهم حادثة شنعة، وهي أنهم غاروا على جمال السّقائين لحمل الماء معهم في مهمّهم، فأخذوا من وجدوه صدفة. وفرّ من لم يجدوه، فلم يوجد بالقاهرة في هذا اليوم حمل ماء، وكان بها عطشة نادرة تكالب الناس فيها على الماء وازدحموا على الأسبلة، وخرج الكثير من الناس لإحضار الماء على البغال والحمير وبالجرار على الروس (٢)، وأبيعت الراوية الماء بأربعة أنصاف، وربّما أبيعت بستة، واقتصر كثير من الناس على شرب ماء الآبار المالحة، ودامت هذه الشدّة عدّة أيام.

ثم كان في سنة اثنين (٣) وتسعين وثلاث أيضا شدّة تفوق (٤) هذه في قضية الماء، سنذكرها هناك إن شاء الله تعالى (٥).

[شعبان]

[تفريق الكسوة على الجند]

وفي شعبان فرّقت الكسوة على الجند. وحضر السلطان المنفق فقطع كسوة جماعة


(١) خبر اختفاء قانبك في: الروض الباسم ٢ / ورقة ٧٧ أ، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٩. وذكر المؤلّف - رحمه الله - الخبر مفصّلا في الروض الباسم: فقال: وكان من خبر ذلك أنه كان وقع بين مماليك السلطان ومماليكه فتنة كبيرة بسبب إسطبل كلّ من الطائفتين يريد سكناه فتعارضا، وأدّى ذلك إلى المقاتلة، وبلغ السلطان ذلك فبعث لقانبك بأن يبعث إليه بمن قاتل مماليكه، فامتنع قانبك من ذلك، وتكلّم بكلام حسن فيه الجفاء وقلّة الأدب على السلطان وذلك لطيشه وعادته في تهوّره وخفّته ولاستدلاله على السّلطان، ثم فكّر بعقله في عاقبة ما صدر منه فاختشى وتخوّف من ذلك فاختفى. ولما بلغ السلطان ذلك أمّنه على نفسه، وأمر قانم التاجر أمير مجلس بأن يفحص عن مكانه ويتوجّه إليه بنفسه ويبلّغه أمان السلطان وعفوه عنه وعدم مؤآخذته بل ويعده أنه يكون معفى عن الخدم بسبب ما يعتريه من مرض المفاصل إلى أن يحصل له الشفاء التام، وأن يحضره إلى منزله مع تطييب خاطره، ففعل ذلك.
(٢) كذا.
(٣) الصواب: «سنة اثنتين».
(٤) في الأصل: «فوق».
(٥) خبر تجريدة البحيرة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٦، والروض الباسم ٢ / ورقة ٧٧ أ، ب، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>