للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر فيه أن حكم (١) على وكيل الإبنة الصغرى لوكيل الكبرى (٢).

[انعقاد مجلس بشأن وقف تمراز]

وفيه عقد مجلس أيضا بدار تمراز رأس نوبة النوب بسبب وقف قام فيه عتقاء واقفه وادّعوا أنه آل إليهم، وادّعى غيرهم عدم ذلك، وأنّ شرط الأول ما وجد بعد. وكانت قد كتبت فتاوى بسبب ذلك. وأفتى شيخنا الكافيجي بعدم الأول، وأفتى القاضي الحنفيّ بخلافه، وصار كالمشنّع على شيخنا، وطلب منه النقل بما أفتاه فعجز عنه، وظفر لشيخنا بنقل عن الولي العراقي يوافق ما أفتى به إذ هي مثله / ٢٥١ ب / وفاق، لا تدلّ القواعد على أنها خلافته، فبعث شيخنا الحنفيّ يحثّه على ما صدر منه. ثم عزم على خروجه للحج، وترك الكتابة على الفتاوى حتى تلطّف به، لا سيما لما تسامع الناس بالحادثة، وأنّ الحقّ مع شيخنا، فهرعوا إليه بالفتاوى، فعاد إلى الكتابة بعد تمنّع كبير (٣).

[قدوم البرهان النابلسي على السلطان]

وفيه قدم البرهان النابلسيّ وتجمّل للسلطان من سفر كان خرج إليه زعم أنه لمصالح يعملها. وعاد منها وقد أحضر أموالا طائلة.

وكان النابلسيّ هذا قد تحشّر في السلطان وسعى لأناس آذاهم، وولّي وكالة بيت المال من مدّة، وزاد أذاه بالسعاية والظلم والعوانية، وترك زيّه وتزايا (٤) بزيّ الكتّاب والمباشرين. ثم آل أمره وعاقبة ظلمه إلى أن مات تحت العقوبة على ما سيأتي بيانه في محلّه، إن شاء الله (٥).


(١) في المخطوط: «حلم».
(٢) خبر التنازع بشأن الوقف لم أجده في المصادر.
(٣) خبر انعقاد المجلس لم أجده في المصادر.
(٤) الصواب: «وتزيّا».
(٥) جاء في كتاب التاريخ لمجهول أخبار كثيرة عن البرهان النابلسي في حوادث سنة ٨٧٨ هـ‍. في يوم الخميس ١١ جمادى الأولى «كتب البرهان النابلسي وكيل السلطان إلى ولده أبي الخير بدمشق بأن يعمل الحيلة في القبض على الشهاب أحمد بن الحنش مقدّم بلاد البقاع ويضعه في السجن في قلعة دمشق ففعل، وذلك أن شخصا من المقدّمين في بلاد البقاع يسمّى قمر الدين ابن علاق الحاكم على شوف الحرادين من البقاع كان لما توجّه مع العسكر إلى بلاد حلب من شاه سوار هرب لما ضاق عليه الأمر في جملة من هرب، فألزم نائب الشام برقوق: ابن الحنش بالقبض على ابن علاق، فلم يزل يعمل الحيلة في أمره إلى أن قبض عليه، وصادف برقوق قد توجّه إلى حلب في أمر حسن بك، فبعثه إليه في الحديد، فوافق مرض برقوق، ثم مات، فأطلق ابن علاق، فجاء إلى القاهرة ونقّب على عورات ابن الحنش، وصادف السلطان محتاجا إلى المال جدا، والبرهان النابلسي يتقرّب إليه بتحصيل المال من أيّ وجه كان، فأطمعهم في أموره وذكر لهم من جهته أموالا سلطانية، إلى أن فعل فيه ما فعل. ثم تكلّم في ابن عمّ [ابن] الحنش وسلّطوا عليه من شكاه إلى السلطان، إلى أن رسم بالقبض عليه. ثم إنّ ابن الحنش أرسل رسولا إلى ابن الزمن؟ ليتكلّم له مع السلطان، فضاق ابن الزمن؟ فيما هو فيه، فزاده ذلك عكسا، وسمع النابلسيّ بذلك، فزاد حنقا على كلّ منهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>