للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة سودون القصروي]

[٢٧٨٨]- ومات فيها سودون القصروي (١)، رأس نوبة النوّب جريحا بعد أن حمل بعد الكائنة إلى قريب حلب.

وكان سنّه نحوا من ثمانين.

وكان إنسانا حسنا / ٢١٤ أ / خيّرا، ديّنا، مواظبا على الخمس صلوات مع الجماعات حتى أنشأ من أجل ذلك الجامع بقرب داره بخط الباطلية، وهو من آثاره هناك. وكان محبّا في فعل الخير، وكان من بخله وشحّه سمحا بالصدقة لا سيما على الفقراء والمساكين.

وكان دوادارا لأستاذه قصروه نائب الشام، وتنقّل بعده فصيّر من الخاصكية والدوادارية، ثم تأمّر عشرة، ثم ولي نيابة القلعة، ثم تقدّم وولي رأس نوبة الكبرى.

[وفاة برسباي الأبو بكري]

[٢٧٨٩]- ومات فيها أيضا برسباي (٢) الأبو بكري (٣)، أحد العشرات، وروس النوب.

وقد جاوز الستين.

وكان محمودا، كثير الأدب والحشمة (٤).


(١) انظر عن (سودون القصروي) في: وجيز الكلام ٢/ ٨٠٧ رقم ١٨٦٠، والضوء اللامع ٣/ ٢٨٥ رقم ١٠٨٠، والروض الباسم ٤ / ورقة ٢٣٥ ب، ٢٣٦ أ، وبدائع الزهور ٣/ ٣٥، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.
(٢) في الأصل: «برسباي أخو الأبو بكري».
(٣) كذا.
(٤) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: المعروف بأمير اخور. كان من مماليك الأشرف برسباي وخاصكيّته بل وخواصّه. ولما تسلطن الأشرف إينال صيّره من الأمير اخورية الخاص ودام على ذلك مدة، ثم أمّره عشرة في أواخر دولته، ثم صيّره من روس النوب، ودام كذلك حتى تسلطن المؤيد أحمد بن الأشرف إينال المذكور فعيّنه للبشارة بسلطنته لنائب غزّة، وعاد. ثم لما تسلطن الظاهر خشقدم قبض عليه في جملة من قبض من الأشرفية بالقصر وسجن بثغر الإسكندرية، ثم نقل إلى سجن قلعة المرقب، ودام إلى سلطنة الأشرف قايتباي فاستقدمه إلى القاهرة وأعاده إلى ما كان عليه من كونه أمير عشرة ورأس نوبة، ثم عيّنه في هذه التجريدة لشاه سوار، وبها بغته أجله. وكان إنسانا حسن الهيئة والملتقى، كثير الأدب والحشمة مع بعض إسراف على نفسه لكن في شره وبحشمة. توفي قتيلا في ذي الحجة. وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة ومحبة إلى الغاية. وكان سنّه زيادة على الستين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>