للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحريض جقمق على تولّي السلطنة]

وفيه كثر القال والقيل بالقاهرة وزاد الكلام ونقص، وكثرت الأراجيف، وبعث قرقماس أمير سلاح إلى الأتابك جقمق يحرّضه على أن يلي السلطنة وهو إنّما يوطّن لنفسه، وكان ما سنذكره (١).

[تصرّفات قرقماس الطائشة]

وفيه في ثاني يوم قدوم الأمراء أقيمت الخدمة بالحرّاقة عند نظام الملك الأتابك جقمق، وقد حضر الأمراء وجميع أهل الدولة، وجاء قرقماس بوقاحته حتى جلس مع (٢) / ٢٤ / الأتابك في رتبته، وشاركه في تكرمته بجرأة وإقدامه اقتحاما على الرياسة بتهوّره، وجلس من عداه على مراتبهم يمينا وشمالا. ونزل الطلب لجماعة من الأشرفية فحضروا في الحال، فأشار قرقماس إلى جماعة كان قد أعدّهم بالقبض على جماعة صار يسمّيهم، واحدا بعد واحد، منهم: جانم قريب الأشرف وهو الأمير اخور الكبير وكان قدم معهم بالأمس من التجريدة فقبض عليه وعلى الطواشي خشقدم مقدّم المماليك، وعلى الطواشي فيروز نائب المقدّم، وعلى علي باي شادّ الشراب خاناه. وعلى جكم خال العزيز، وعلى أخيه أبي يزد، ويخش باي أمير اخور، ودمرداش الوالي، وتابك (٣) الجقمي نائب القلعة، وعلى عدّة وافرة منهم جرباش، وخشكلدي، وأزبك، وبيبرس، وتنم، ويشبك الفقيه، وجانبك قلقسيز، وبيرم خجا، وأرغون شاه، وتنبك القيسي، وأوثق الجميع بالحديد. وندب قرقماس تمر باي الدوادار وقرّره في نيابة الإسكندرية وأمره بحمل هؤلاء معه لسجنها (٤) وعزل عبد الرحمن بن الكويز، ثم طلب إنسانا من أتباعه وولاّه الولاية بالقاهرة، وعيّن من مقدّمين (٥) الألوف تنبك ومن العشرات أقطوه في عدّة من المماليك وأمرهم أن يصعدوا إلى القلعة لحفظها. وكان يوما مهولاّ أظهر فيه قرقماس من الطيش والخفّة والتسرّع إلى الشرّ والحمق وقلّة الدربة ما أبان به كمائن ما كان في ضميره من محبّة الوثوب على الأمر. كلّ هذا والأتابك جقمق لم يبد ولم يعد، بل أخذ الله تعالى أعاديه بيد غيره، ثم جنى ذلك الغير ثمرات ذلك على ما سنذكره (٦).

[نقل الأمراء المقتتلين إلى الإسكندرية]

[وفيه] (٧) أخرج بالأمراء الذين قبض عليهم وبالخاصكية إلى ثغر الإسكندرية، وكان


(١) خبر التحريض في: النجوم الزاهرة ١٥/ ٢٣٤ - ٢٤١.
(٢) كلمة (مع) مكرّرة.
(٣) في الأصل: «سلك» مهملة.
(٤) الصواب: «لسجنهم».
(٥) الصواب: «من مقدّمي».
(٦) خبر قرقماس في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ١٠٨٠، ١٠٨١، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٢٤٥ - ٢٤٧، ونزهة النفوس ٣/ ٤٤٤، ٤٤٥، وبدائع الزهور ٢/ ١٩٥، ١٩٦.
(٧) إضافة على الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>