للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد العشرات.

وكان متوسّط السيرة، عاقلا، متديّنا، مختصّا بخشداشة السلطان.

[تسيير الجند إلى خليج الزعفران]

وفيه بلغ السلطان بأنّ بعضا من العربان وغيرهم أشاعوا بعد توجّه التجريدة أنه ما بقي بمصر من الجند من يعتدّ به وأنهم في غاية القلّة، فأمر بأن يركب من بالقاهرة من الجند بأسرهم ويسيروا إلى جهة خليج الزعفران ويعودوا إلى القاهرة شاقّين لها، فركبوا بأسرهم وفي أوساطهم السيوف وبعضهم بالتراكيش أيضا، وخرجوا إلى خارج القاهرة أفواجا أفواجا، فسيّروا، ثم عادوا وشقّوا القاهرة / ٣٧٧ أ / من باب النصر إلى باب زويلة، فخرجوا منه، وكانوا عددا موفورا، وقعد الناس لرؤيتهم، وكان لهم يوما مشهودا (١).

[تركيب قبّة محراب الجامع الناصري]

وفيه ركّبت القبّة التي على محراب الجامع الناصريّ الماضي خبر سقوطها، وقد بيّنّا ما صرف على هذه القبّة وما احتيج إليه في عمارتها من الخشب والمسامير وغير ذلك في أصل تاريخنا هذا مفصّلا (٢).

[جباية الخمس]

وفيه أخذ الكشّاف والمباشرون بالبلاد في جباية الخمس المفروض كما وقع ذلك قبل هذه السنة (٣).

[توعّك كاتب السرّ]

وفيه وصل الزين بن مزهر كاتب السرّ من نابلس وهو موعوك، واستمرّ به وعكه حتى مات في رمضان، كما سيأتي (٤).


(١) خبر تسيير الجند في: وجيز الكلام ٣/ ١٠٣٤، وبدائع الزهور ٣/ ٢٥٣.
(٢) خبر تركيب القبة في: بدائع الزهور ٣/ ٢٥٣.
(٣) خبر جباية الخمس في: بدائع الزهور ٣/ ٢٥٣ وفيه: «وفيه من الحوادث أن السلطان جدّد مظلمة شنيعة، وهي أنه أرسل لكاشف الشرقية بأن يأخذ من البلاد الخمس من خراج المقطعين، بسبب تجهيز خيّالة من فرسان عربان الشرقية، يتوجّهون إلى العسكر عونة بسبب قتال عسكر ابن عثمان، فحصل للمقطعين غاية الضرر من كبس البلاد والقبض على الفلاّحين، ونسب ذلك إلى شرف الدين بن البدر حسن بأنه كان هو القائم في ذلك، فتوعّدته المماليك الجلبان بالقتل، ونهبوا بيته فيما بعد، وقد جبي الخمس من خراج المقطعين سنتين متوالية، ولم تخرج خيّالة من الشرقية، وكانت زيادة مظلمة أخرى».
(٤) خبر توعّك كاتب السرّ في: بدائع الزهور ٣/ ٢٥٣، ومفاكهة الخلان ١/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>