للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السالميّ لما مات قاضي القضاة الملطي بعث يستأذن السلطان أن يتكلّم في الأحكام الشريفة فأجيب بذلك، وفعل، فما احتمل نائب الغيبة ذلك، وبعث إلى السلطان، فعاد إليه المرسوم بكفّ السالمي عن مثل ذلك. وكان قد جعل الفتيا كقضاة القضاة، فنادى نائب الغيبة بذلك في القاهرة، فتغيّظ السالميّ وما أفاده ذلك.

ثم قام تمراز في كتابة محضر بعظائم في السالميّ، وكادت أن تقوم فتنة بالقاهرة بسبب ذلك، وآل الأمر إلى أن أصلح بينهما على رضى (١).

[وفاة قطلوبغا الحنفي]

[١٠٣١]- وفيه مات الشيخ العالم، الفاضل، قطلوبغا الحنفيّ (٢).

وكان عالما عارفا بمذهب أبي حنيفة، وله شهرة وذكر.

[جمادى الآخر]

[دخول تمرلنك دمشق]

وفي جماد الآخر، بعد عود السلطان إلى جهة مصر طمع تمرلنك فحاصر دمشق، وجرت أمور كثيرة، وخدع تمرلنك التقيّ إبراهيم بن مفلح الحنبلي. وكان هو أصل للخيانة بدمشق في ذلك (٣) الأيام، فمنع الناس من قتال تمرلنك، ثم نزل إليه بأنّ دلّي من السور فاجتمع به وقرّر معه الصلح على مال يجبى له، وعاد فثبّط الناس عن القتال، وأخذ في جباية المال، فجبى ألف ألف دينار وحملها إلى تمرلنك، وما أفاد ذلك، / ٣٦٧ / وجبى مثلها أيضا ثانيا وما أفاد، وتمكّن تمرلنك من دمشق فأحرق الجامع الأموي، والديار، وأخرب وقتل وسبى ونهب وفعل أفعالا منكرة قبيحة جدا فوق ما فعل بحلب، وقتل من الأعيان تحت العقوبات عددا لا يحصر ومن الناس عشرات ألوف (٤).

[وصول السلطان ذليلا إلى مصر]

وفيه وصل السلطان إلى مصر وأمراؤه، وجنده في غاية القلّة والذّلّة والعزي


(١) خبر النفرة في: السلوك ج ٣ ق ٣/ ١٠٤٤، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٦٠٣، ٦٠٤.
(٢) انظر عن (قطلوبغا الحنفي) في: السلوك ج ٣ ق ٣/ ١٠٧٢، وإنباء الغمر ٢/ ١٨١ رقم ٩١، وذيل الدرر الكامنة ١٠٨ رقم ١٢٥، والضوء اللامع ٦/ ٢٢٣، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٦٣٦.
(٣) الصواب: «في تلك».
(٤) خبر تمرلنك بدمشق في: النفحة المسكية ٣١٩، ٣٢٠، والسلوك ج ٣ ق ٣/ ١٠٤٦ - ١٠٥١، وعجائب المقدور ٢١٩ - ٢٩٦، ومآثر الإنافة ٢/ ١٩٢، ١٩٣، وشفاء الغرام ٢/ ٤٠١، وإنباء الغمر ٢/ ١٣٧، ١٣٨، والنجوم الزاهرة ١٢/ ٢٣٨ - ٢٤٦، وتاريخ بيروت ٢٣٤، ووجيز الكلام ١/ ٣٥٣، ونزهة النفوس ٢/ ٨٧ - ٩٤، وتاريخ ابن سباط ٢/ ٧٦٥ - ٧٦٨، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٦١٠ - ٦١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>