كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

المحرم - نفقة السلطان على الجند - ج: 2 - ص: 270

شأن عصيان الناصري، ووقع الاتفاق على بعث عسكر إليه، وعيّن جماعة من الألوف والطبلخانات والعشرات والجند السلطاني، وكان الباش عليهم الأتابك أيتمش ومعه جركس الخليلي، ويونس الدوادار، وما عدا رأس نوبة (١).

[نفقة السلطان على الجند]

وفيه نفق السلطان نفقة السفر على أمرائه وجنده، وكانت مالا كبيرا، وصارت الأجناد يتاومروا (٢) على السلطان بعصيان بعض نواب تلك البلاد والأمراء بها وانضمامهم إلى الناصريّ، فخارت قواه، وصار يبلغه عن الناصري أشياء يطعن بها في سلطنته، منها كونه حبس الخليفة إلى غير ذلك من مساويء عدّدها له، فحار برقوق في أمره (٣).

[وفاة مجد الدين البسنتي]

[٧٢٨]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد، مجد الدين البسنتيّ (٤)، أحمد بن محمد.

وكان يشار إليه بعلم الحرف ولسان عند الناس، وانقطع بمصلاّ (٥) حولان بالقرافي مدّة، وكان حسن السّمت والملتقى.

عمّر نحوا من تسعين سنة.

[سجن الخليفة المتوكل على الله]

وفيه سجن الخليفة المخلوع المتوكل على الله ببرج من القلعة وضيّق عليه ومنع من دخول أخواله، ثم أصبح من غده فأعيد إلى مكانه، وألزم مقبل الطواشي الزمام من التضييق على الأسياد أولاد الملوك الناصرية ومنع من يدخل عليهم والتفحّص عن أحوالهم، كل ذلك خوفا من الناصريّ (٦).

[ربيع الأول]

[وفاة سراج الدين العجمي]

[٧٢٩]- وفي ربيع الأول مات الشيخ الفاضل منهاج الدين العجميّ (٧)،

---

(١) السلوك ج ٣ ق ٢/ ٥٩٢، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٩٦.
(٢) الصواب: «يتآمروا».
(٣) المصادر السابقة عن العصيان.
(٤) هكذا في الأصل: «البسنتي»، وفي الدرر الكامنة ١/ ٣١٥ رقم ٧٩٢ «السبتي» وفي بدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٩٤ «البستي» والله أعلم بالصواب.
(٥) الصواب: «بمصلّى».
(٦) خبر سجن الخليفة في: السلوك ج ٣ ق ٢/ ٢٩٤، وإنباء الغمر ١/ ٣٦٦ وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٩٧.
(٧) في الأصل: «سراج الدين»، والتصحيح من السلوك ج ٣ ق ٢/ ٦٨٨، وإنباء الغمر ١/ ٣٩٠ رقم ٤٣ =