للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، كثير العبادات، سمع على جماعة، وأجاز له جماعة.

ومولده سنة سبعين وسبعمائة تقريبا.

[شعبان]

[كائنة الشهاب القدسي الواعظ]

وفي شعبان كانت كائنة الشهاب القدسي الواعظ، وكان قد جاور بمكة في السنة الحالية، وعمل بها مجالس الوعظ، فعمل عليه بعض فقهاء مكة ونسبوه إلى أمور وهو ينكرها، وأثبتوا عليه أشياء بمحضر كتب فيه جماعة أدناها يوجب التعزيز، وأعلاها يوجب التكفير، وشهدوا عليه بأفعال قلبية ما لا يطّلع على ذلك إلاّ الله تعالى، كقولهم قال كذا، وأراد كذا. وجلس في يوم جمعة ومنع من صلاة الجمعة، وعقد له مجلس وبهدل فيه وعزّر، ومنع من الجلوس على الكرسيّ ليوعظ (١) ومن الإفتاء والتدريس. وحكم الشافعيّ بمكة بذلك ونفذ له المالكي، وحصل عليه بسبب ذلك مشقّة زائدة، وقدم القاهرة بعد ذلك لينهي حاله للسلطان. وكان قد سبقه المحضر (إلى) (٢) القاهرة (٣)، فأشير عليه أن يسكت ولا يصعد إلى السلطان لما هو ظاهر. فسكت على مضض (٤).

[وفاة أبي أمامة ابن النقّاش]

[٢٠٠٠]- وفيه مات أبو أمامة بن النقّاش (٥)، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن عبد الرحيم الدكالي، المصري، الشافعيّ.

وكان عالما، فاضلا، ولي خطابة جامع ابن طولون بعد أبيه، وشهر وذكر، لكنه خالط الأمراء، ودخل بنفسه فيما لا يعنيه / ٧٦ / فامتحن بسبب ذلك، وحصل عليه أنكاد. وأخرجت عنه خطابة الجامع المذكور. وكان له سماع من جماعة.

ومولده بعد السبعين وسبعمائة.

[رمضان]

[وقوع خبطة]

وفي رمضان وقع خبط في بيوته، وحكم القاضي الحنبلي يطول الشرح في ذكره.


(١) الصواب: «ليعظ».
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) في الأصل: «للقاهرة».
(٤) خبر الكائنة في: إنباء الغمر ٤/ ١٨٢، ١٨٣.
(٥) انظر عن (ابن النقاش) في: إنباء الغمر ٤/ ١٩٣ رقم ١٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣١، والضوء اللامع ٨/ ٣٨، ٣٩ رقم ٢١، والروض الباسم ١ / ورقة ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>