للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، كثير المروءة، كثير البشر والبشاشة، كريم النفس. رأى الناس ولقي الأكابر، وسمع على جماعة، وولي قضاء العسكر، ومشيخة القانبائية، وغير ذلك.

ومولده قبل التسعين وسبع ماية.

[وفاة الوالي تمر الظاهري]

[٢٩٨٦]- ومات الوالي تمر (١) من محمود شاه الظاهريّ، حاجب الحجّاب.

وله زيادة على ستين [سنة] (٢).

وكان حشما، أدوبا، عارفا، شجاعا، مقداما، مهابا، سمحا بالسماط، وكان يضرب بسماطه المثل في هذه الأزمنة، وهذه الدولة.

وكان لما ولي ولاية الشرطة سلّطه الله تعالى / ٢٦٥ أ / على العبيد حيث زاد طغياتهم وسيرهم، فأفنى منهم خلقا، وأحصي من قتله في أيام ولايته بأمره، فكانوا زيادة على السبعة آلاف نسمة فيما قيل (٣).

[تغيّظ السلطان على الوزير خشقدم]

وفيه تغيّظ السلطان على الوزير خشقدم الطواشي لشكوى بعض فيه، وهدّده بالتوسيط في الملأ العام (٤).

[وفاة دولات باي حلاوة]

[٢٩٨٧]- وفيه مات دولات (٥) باي حلاوة (٦) المحمودي، الأشرفيّ، أحد العشرات، فجأة بالحوش السلطاني تحت الكرمة.

وكان مشكورا (٧).

ومن نادر ما بلغني عنه أنه كان يسرّ لبعض أصحابه بأنه يلي الأمر لأنه ما يموت إلاّ


(١) انظر عن (الوالي تمر) في: الضوء اللامع ٣/ ٤٢ رقم ١٧١، وبدائع الزهور ٣/ ١٠٧، ووجيز الكلام ٢/ ٨٦٩ رقم ١٩٩٠.
(٢) إضافة للتوضيح.
(٣) وقال ابن إياس: فلما مات قال جماعة من أهل الصحراء إنهم سمعوه يعوي في قبره كما تعوي الكلاب. نعوذ بالله من ذلك!
(٤) خبر تغيظ السلطان لم تذكره المصادر.
(٥) في المخطوط: «دولا باي».
(٦) انظر عن (دولات باي حلاوة) في: الضوء اللامع ٣/ ٢١٩ رقم ٨٢٤، وبدائع الزهور ٣/ ١٠٧، ١٠٨.
(٧) وقال السخاوي: صلّى عليه السلطان غير مأسوف عليه، فقد ذكرت له قبائح ومساوي. وقال ابن إياس: وكان ديّنا، خيّرا، لا بأس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>