للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة عبد اللطيف المغربي]

[٢٩٤١]- وفيه مات الأديب عبد اللطيف بن نصر الله (١)، بن أحمد بن محمد المغربيّ الأصل، المالكيّ.


= وكان له أخ في دمشق وكان ينفعه في دنياه كثيرا، وكان قد زاد طغيانه في دمشق جدا بحيث أنه كان إذا سمع أنّ عند أحد شيئا نفيسا أرسل إليه وأخذ منه طوعا أو كرها، وكان يرمي على التجار ما شاء من البضائع. وفي الورقة ١٣٢ ب، في شهر جمادى الآخرة: وفي هذا الحدّ كتب البرهان النابلسي إلى ولده أبي الخير إلى دمشق بأن يعمل الحيلة في القبض على [ابن] الحنش ابن عمّ الشهاب ابن الحنش ليضعه في السجن عند ابن عمّه شهاب الدين، فلم يتمّ له ذلك. وكان [ابن] الحنش أكثر فسادا من ابن عمّه. وفي الورقة ١٣٤ أ، في شهر رجب: وكان البرهان إبراهيم بن ثابت النابلسي الشامي لم يزل يحسّن للسلطان أمورا يأخذ بها أموالا من ناس من المفسدين، وبقي يوجّه لها وجوها حتى أعجبه أمره، فقرّبه بعد أن كان عنده مبعدا وكان له كارها، فكان ممّن حسّن له أن وجّه في جهة ابن الحنش كبير مقدّمي بلاد البقاع أربعين ألف دينار بسبب أن شخصا من مقدّمي البقاع يقال له قمر الدين ابن علاق كان الشهاب أحمد بن الحنش آذاه، فقدم على النابلسيّ وانقطع إليه، وأهدى إليه شيئا فقام معه وجمعه بالسلطان، وفتح لهم على ابن الحنش تلك الأبواب، فأمر السلطان بالقبض على ابن الحنش، فقبض عليه أبو الخير بن النابلسي ووضعه في القلعة، فلما قدم الشرف الأنصاري شق عليه ارتفاع النابلسي بالفصول الذي هو وظيفته، فأعمل الحيلة في أمره، فلم يجد أحسن من (إيهان)؟ كلمته في ابن الحنش وابن علاق وجميع مشايخ البلاد الشامية الذين انضمّوا إلى النابلسي: محمد بن بشارة شيخ جبل عاملة، وابن شبانة شيخ بعض جبل نابلس. فخشي الأنصاري الدوادار نائب الشام أن يشك السلطان في إطلاق ابن الحنش من السجن فإنه عيّن المقدّمين الذين تحت يد نائب الشام وأن يأخذ معه ابن علاق ليصلح بينهم، ولأولاد الجيعان وبقية المباشرين أن يحسّنوا للسلطان أن يرسل لأحمد بن بشارة ومشايخ جبل نابلس ابن شبانة خلقا لتقوى أيديهم على جمع الأموال التي عندهم. فكلّم العلم ابن الجيعان السلطان في ذلك بحضرة الأنصاريّ، فعرف السلطان أنها من مكرهم، فشتم ابن الجيعان وانتهره وسلّ عليه النمشا، فهرب ابن الجيعان فوقع على وجهه، وتوعّد الأنصاري وقال لابن الجيعان: «يا شيخ النحس قد لعبت بي للآن مرتين، فالملك إنما هو لك»، واشتدّ وعيده للأنصاريّ، فهرب. وأخبرني من كان حاضرا أنه لم يردّه إلاّ باب الحوش. وطلب النابلسيّ وذكر له ما قالوا، فأعاد له النابلسيّ ما دفع هؤلاء البطّالون من الأموال إن ولاّهم السلطان ما في جهة ابن الحنش. ووافق أن جاء في ذلك الوقت شخص من بلاد صيدا يقال له ابن عبدان يشكو على ابن الحنش أنه وضع يده على مال ابن عبدان بواسطة امرأة تزوّجها من أقاربه قبل أن يتحقّق موت زوجها، وهو أخوه يونس، فإنه فقد في واقعة سوار وما عرف خبره، فاقتضى ما شرطه الفقهاء في مثل ذلك، والمال الذي وضع يده على قيمته ستون ألف دينار، وسمّاه في قوائم كتبها، فأعجب السلطان ذلك. ونزل ابن الجيعان، والأنصاريّ وهما لا يعيان ما يقال لهما بعد أن رسم السلطان للأنصاري [أن] يسافر إلى نابلس يأتي من شيخها بما في جهته من المال، وأبلغ في تهديده إن لم يحضر منه المال، وكذا ما في جهة ابن بشارة، فسافر يوم الإثنين سابع شعبان من غير أن يلبسه السلطان خلعة سفر، ولا أراه كلمة طيبة، واشتدّ في تهديده إن لم يحضر المال كلّه، وهو ثمانون ألف دينار. فسرّ أكثر الناس بذلك، فإنه واسطة شرّ، إن وجد شرّا عمله في خفاء وإلاّ كفا. (كذا).
(١) انظر عن (عبد اللطيف بن نصر الله) في: الضوء اللامع ٤/ ٣٣٩، ٣٤٠ رقم ٩٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>