للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحكم بعثه يسأل الإعفاء عن ذلك (١).

[إمرة الركب الأول]

وفيه عيّن إينال الفقيه (٢) الحاجب الثاني في إمرة (٣) الركب الأول.

وقرّر في إمرة الحاج أزدمر تمساح على عادته.

ثم بعد (ذلك) (٤) بمدّة قرّر في إمرة الحاج كرتباي كاشف البحيرة كان (٥).

[ربيع الآخر]

[وفاة الخواجا الشاشي]

[٣٥٦٦]- وفي ربيع الآخر، أو آخر ربيع الأول، كانت وفاة الوليّ العلاّمة، العارف، خواجا، عبيد (٦) الله بن محمود الشاشي (٧)، التركستاني، النخشبندي (٨)، الحنفيّ.


= الاستعفاء من الأعمال المنفلوطية، فيوم دخوله إلى القاهرة طلع إلى السلطان لأجل ذلك، وقبل أن يشرع في حين وقع بصر السلطان عليه أمره أن يعود مع الشهاب أحمد ابن أستاذه المذكور مدبّرا لأمره في طريقه، ناظرا عليه لسياسته وعقله وجودة تدبيره، فخرج إلى الحج، ولم يكن ذلك بباله ولا توهّمه، وحماه الله مؤنة الاستعفاء من السلطان، وتعجب من ذلك غاية العجب كونه كان بينه وبين القاهرة عدة أيام، وقد أزف رحيل الحاج، وقدم هو ليستعفي مما هو فيه فلم يلبث أن سهّل الله تعالى عليه الحج من غير تكلّف ولا أخذ في أسباب التجهّز، ثم خرج من غير تكلّف، بل وجد جميع ما يحتاج إليه حاضرا. وعدّت هذه من نوادر الألطاف الخفية، وغريب الفضائل. وحجّ حجّة هيّنة، وكان هو أمير الركب في الحقيقة. ولما عاد أقام بالقاهرة على إمرته، وزاده السلطان شيئا أو غير إقطاعه قبل ذلك لما هو أجود من الأول، ثم جعله بعد ذلك شادا على بعض عمائره، فباشر ذلك أحسن مباشرة من غير أن يشقّ على العمال، وأعمر أماكن هائلة بالبندقانيين جيّدة أنيقة. وهو من أهل الفضل والدين والخير، وله مشاركة حسنة في فنون، مع جودة فهم وتيقّظ ونباهة واستحضار لكثير من المسائل الفقهية والحديثية وغيرها. وسمع الحديث على الفخر الديمي، وغيره، وسمعه بمكة أيضا. كل ذلك مع الدين المتين والخير والعبادة وملازمة نوافل الطاعات وتلاوة القرآن، ومحبة أهل العلم والفضائل والطلبة والفقهاء والفقراء وأهل الخير والصلاح، مع ما هو عليه من الشجاعة والفروسية، والتواضع الزائد، والعمل في شونه (!). زاده الله تعالى من فضله، وكثّر في أمراء المسلمين من مثله».
(١) خبر نيابة جدة في: وجيز الكلام ٣/ ١١٢٦، وبدائع الزهور ٣/ ٢٧٠.
(٢) تقدّم التعريف به.
(٣) في المخطوط: «الإمرة» ثم ضرب على: «ال».
(٤) كتبت فوق السطر.
(٥) خبر إمرة الركب في: بدائع الزهور ٣/ ٢٧٠.
(٦) في المخطوط: «عبد الله».
(٧) انظر عن (الشاشي) في: وجيز الكلام ٣/ ١١٥٧ رقم ٢٣٥٦، والضوء اللامع ٥/ ١٢٠ رقم ٤٢٠.
(٨) هكذا. ولم ترد هذه النسبة عند السخاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>