للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد أشيع بأنّ حسن الطويل طرق بجموعه أطراف بلاد الروم ووصل توقات (١) فهجمها وحرّقها ونهب بلادها، وسبى الأهل والذراري، وأنّ ابن عثمان / ٢٤٠ ب / بلغه ذلك فلم يتحرّك ولا قصده، بل كل من سمع بقدومه أخلى له بلاده فعاث فيها، ثم أخذ في تعرّضه لهذه المملكة، (وداس بعض عساكره أطرافها، فتحقّق كل أحد عداوته لهذه المملكة أيضا) (٢). فعيّن السلطان من عيّن وأمرهم بالمسير إلى تلك الجهات (٣).

[وفاة تمراز الصغير]

[٢٩١١]- وفيه مات تمراز الصغير (٤) الأشرفي، أحد مقدّمي الألوف بدمشق.

وكان غير مشكور.

[النفقة على الجند للفسر]

وفيه نفق السلطان على الجند وأمرهم بالسفر، وحثّ عليهم في ذلك (٥).

[كائنة خيربك مع يشبك الدوادار]

وفيه كائنة خيربك من حديد مع يشبك الدوادار بحضور السلطان تقاولا فيه وتفاوضا


(١) في المخطوط: «نومات».
(٢) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط وشطب فوقها، كما كتب في المتن.
(٣) خبر مهاجمة حسن في: أخبار البلاد ٣/ ٣٤، ٣٥ وفيه: وفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة استجاش كلّ من الملكين سلطان الروم وصاحب العجم حسن الطويل إلى قتال الآخر، فسار كلّ من الملكين في عسكر ضخم كثيف لا يحدّون، وجيش كثير عرمرم لا يعدّون، واتفق ملاقاتهما بقرب من بلدة بابيرت، فاقتتل الفريقان، وامتزج البحران، وتصاول الأسود، واختلط الأعلام والبنود، ومال السلطان مصطفى، وهو كالسيف الصارم، والشجاع الحازم، على طرف ولد سلطان العجم زينل شاه، فقاتله قتالا شديدا حتى ظفر به وقتله. فلما بلغ ذلك حسن الطويل انقصم ظهره، وفني نور بصره وانتصر العساكر المحمدية، فلم يبق له مجال القرار، حتى صوّب عنان فرسه للفرار، وجعل الجيوش العثمانية يطردونهم ويقتلونهم ويأسرونهم حتى أسروا منهم عدّة أمراء كبار، وقتلوا من عسكره ما تفرشت المفاوز بجثثهم وأبدانهم، وجرت الشعاب والأودية بدمائهم، وفاز السلطان محمد خان بالنصر والغنائم. ثم سار السلطان إلى قره حصار الشرقي، وهي من بلاد حسن الطويل، فاستولى عليها وأدرجها في جملة ممالكه. (وانظر ٣/ ٩٣). وكان قد ذكر مهاجمة حسن الطويل مدينة توقات في حوادث سنة ٨٧٦ هـ‍. فقال القرماني: وفي سنة ست وسبعين وثمانماية بعث صاحب المعجم حسن بيك الطويل الأمير يوسفجه مع عسكر التتار إلى نهب بلاد ابن عثمان، فجاءوا ونهبوا مدينة توقات، وأضرموا فيها النار، وأحرقوها. ثم اغترّ بذلك يوسفجه بيك فهجم على بلاد قرمان وأغار عليها، وكان واليها يومئذ السلطان مصطفى، وكان شجيعا إلى الغاية فقابل العدوّ وقاتله وهزمه، وأسر رئيسهم يوسفجه بيك وكبّله في الحديد، وأرسله مع عدّة أسارى من الأمراء إلى أبيه السلطان محمد، فكان ذلك عنوان الفتح ومقدّمة النصر. (أخبار الدول ٣/ ٣٤).
(٤) لم أجد لتمراز الصغير ترجمة في المصادر.
(٥) خبر النفقة في: بدائع الزهور ٣/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>