للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم آل الأمر بعد ذلك وصل تنبك إلى جهة الصبيبة وهو يستنصر قدوم ابن (١) بشارة عليه نجدة له، فركب سودون مسرعا حتى دخل دمشق وملكها والقلعة، وبلغ تنبك ذلك فتبعه مسرعا حتى وصل دمشق، ووقع بينه وبينهم قتال عند باب الجابية وثبت لهم مع كثرتهم، وكادت أن تكون الكسرة على السلطانية، بل كانوا زلزلوا شيئا. ثم كبا بتنبك فرسه بسبب حفرة دخل فيها رجل الفرس، فأخذ قبضا باليد ومعه عدّة من جماعته، وسجن بالقلعة.

وكانت الأخبار وردت إلى القاهرة قبل ذلك بكائنة تنبك، ثم كائنة جسر يعقوب، واضطرب الناس، وأخذ السلطان في التجهّز إلى السفر، حتى ورد الخبر بالقبض على تنبك، فسكن الحال، وكتب إلى سودون بقتله، وضربت البشائر بالقلعة (٢).

[وفاة الشرف ابن التبّاني]

[١٥٦٥]- وفيه مات الشرف ابن (٣) التبّاني (٤)، شيخ الخانقاه الشيخونية، يعقوب بن الجلال بن رسولا (٥) بن أحمد بن يوسف الرومي، الحنفيّ.

وكان عالما بارعا، علاّمة، عارفا بالعربية والمعاني والبيان وغير ذلك من العلوم العقلية، بارعا في الفقه، وله همّة عالية ومكارم أخلاق، وصنّف وألّف وسمع الحديث، وأفتى ودرّس، وولي عدّة وظايف جليلة منها وكالة بيت المال ونظر الكسوة وعدّة تداريس ومشيخة الشيخونية.

وتجاوز السبعين سنة.

[هذم مئذنة الجامع الأزهر]

وفيه ابتدىء بهدم المادنة (٦) التي كان أنشأها المؤيّد شيخ على باب الجامع الأزهر،


(١) في الأصل: «بن».
(٢) خبر تنبك في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٥٧، ٦٥٨، وإنباء الغمر ٣/ ٣٢٣، ٣٢٤، والنجوم الزاهرة ١٤/ ٢٦٢، ٢٦٣، ونزهة النفوس ٣/ ٤٢ - ٤٦ و ٥٢، وبدائع الزهور ٢/ ٩٠، وإعلام الورى ٤٦، والدرّ المنتخب ١ / ورقة ٢٣٣ أ - ٢٣٥ أ، وتاريخ بيروت ٢٤١.
(٣) في الأصل: «بن».
(٤) انظر عن (ابن التبّاني) في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٧٣، وإنباء الغمر ٣/ ٣٤٠ رقم ٢١، وذيل الدرر الكامنة ٣٠٠ رقم ٥٨٨، والنجوم الزاهرة ١٥/ ١٢١، ونزهة النفوس ٣/ ٥٧، ٥٨ رقم ٦٣٠، ووجيز الكلام ٢/ ٤٨١ رقم ١٠٩٩، والضوء اللامع ١٠/ ٢٨٢ رقم ١١٠٩، وبدائع الزهور ٢/ ٩١، وشذرات الذهب ٧/ ١٨٣، والدليل الشافي ٢/ ٧٩٠ رقم ٢٦٦٢، وإيضاح المكنون ٢/ ٤٨٤، وهدية العارفين ٢/ ٥٤٦، والأعلام ٩/ ٣٥٨، ومعجم المؤلفين ١٣/ ٢٤٧.
(٥) في الأصل: «رسولان».
(٦) كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>