للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان موته بردم غمّ تحته فمات غمّا من غير حدس.

ومولده سنة خمس وسبعين وسبعمائة.

[وفاة فيروز الجركسي]

[٢٠٦٥]- وفيه مات فيروز الجركسي (١)، الطواشي، الروميّ الجنس، الزمام.

وكان من خدّام جركس المصارع أخو السلطان، وتنقّلت به الأحوال حتى صيّر ساقيا في دولة المؤيّد شيخ، ثم حظي عنده، وكذا عند الأشرف برسباي، ثم تغيّظ عليه في مرض موته وهدّده بالتوسيط، وأبعده.

ولما ولي الظاهر جعله زمام الأدر دفعة واحدة، ولم يقم بها غير ستة أشهر وصرف عنها بسبب هروب العزيز، وأراد نفيه حتى شفع فيه.

وكان لا بأس به.

[رمضان]

[قدوم قاصد شاه رخ]

وفيه قدم قاصد شاه رخ إلى القاهرة، ثم صعد بعد ذلك في شهر رمضان إلى بين يدي السلطان، وكان قد أحضر معه كسوة الكعبة، فأمر السلطان بأن يخفيها عن أرباب الدولة لأنه ثقل عليهم أمرها حين سماعهم بها، وأمر بأنه إذا صعد بها يدخل إلى البحيرة. فلما أدّى الرسول رسالته، وأحسّ أهل الدولة بالكسوة / ٩٥ / حين أمر السلطان بإدخال الحمّالين ما معهم إلى البحرة أخذوا في القال والقيل، واتصل الخير بالعامّة في الحال، فلما نزل القاصد من بين يدي السلطان قاصدا محلّ نزوله من بين القصرين، ثار به العامّة قبل دخوله الدار المعدّة لنزوله ورجموه. وأطلقوا فيه ألسنتهم بالوقيعة، بل وفي مرسله.

وبيناهم كذلك إذ نزل طائفة كبيرة من الجلبان من القلعة قاصدين الدار المذكورة، ومعهم جماعة من الغوغاء فهجموا على الدار وأخذوا في نهب ما للقصّاد، فأتوا على جميع ما معهم حتى الخيول. وكان فيه ما نهب لهم بزيادة على العشرين ألف دينار. ولما بلغ السلطان ذلك أنكره، وأمر الدوادار الكبير وحاجب الحجّاب بأن يدركوا هذه القضية.

وكان الرأس نوبة الثاني ساكنا قريبا من دار نزولهم فأدركهم سريعا وردّ عنهم


(١) انظر عن (فيروز الجركسي) في: إنباء الغمر ٤/ ٢٣١ رقم ٥، والدليل الشافي ٢/ ٥٢٣ رقم ١٨٠٢، والمنهل الصافي ٨/ ٤١١ - ٤١٣ رقم ١٨١٠، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٥٠٦ - ٥٠٨، وحوادث الدهور ١/ ١١٣ - ١١٥ رقم ٢، والتبر المسبوك ١١٠، والضوء اللامع ٦/ ١٧٦ رقم ٥٩٧، ووجيز الكلام ٢/ ٥٩٩، ٦٠٠ رقم ١٣٨١، ونزهة النفوس ٢/ ٣١٣ رقم ٨٥٤، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٤، والروض الباسم ١ / ورقة ٩٣، ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>