كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

صفر - تقرير القضاء - ج: 2 - ص: 191

فيقال إنه فتح المصحف للتفاؤل (١) به، فوجد قوله تعالى:

{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} (٢)، فأطبقه وخرج من باب داره مغيّبا حتى استقرّ غيره فظهر (٣).

[تقرير القضاء]

وفي (٤) سلخه قرّر في القضاء البدر محمد بن أبي البقاء عوضا عن ابن (٥) جماعة. وخرج هو إلى القدس على عادته (٦).

[ربيع الأول]

[عمل جسر بين الروضة وجزيرة أروى]

وفي ربيع الأول بدأ جركس الخليلي بعمل جسر بين الروضة وجزيرة أروى، ونفق عليه مالا عظيما، وعمل فيه حتى بنفسه. وكان طول ثلاثماية قصبة في عرض عشرة، وحفر خليجا في وسط مجرى النيل من هذا الجسر إلى الزريبة (٧) لتفور الماء إلى البرّ الشرقي، ويستمرّ طول السنة.

وقال الشعراء في ذلك أشعارا، ومع ذلك فما أفاد شيئا (٨).

[وفاة الخطيب الإسنوي]

[٦٢٤]- وفيه مات الخطيب الإسنويّ (٩) جمال الدين محمد بن علي بن يوسف النيسابوريّ (١٠)، الشافعيّ، شارح «التعجيز».

وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، له شهرة ومهابة وعفّة، وكان من نوّاب الحكم لكن بحرمة وافرة.

---

(١) في الأصل: «العآل».
(٢) سورة يوسف، الآية.
(٣) السلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٦٨، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٠٣.
(٤) مكرّرة في الأصل.
(٥) في الأصل: «عن بن».
(٦) الذيل على العبر ٢/ ٥٣٢، والسلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٦٨، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٠٣، ٣٠٤.
(٧) في الأصل: «الرزبيه».
(٨) النفحة المسكية ٢٣٨، والجوهر الثمين ٢/ ٢٦٠، وإنباء الغمر ١/ ٢٥٣، والسلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٦٩، ٤٧٠، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٠٤، ٣٠٥.
(٩) انظر عن (الإسنوي) في: الذيل على العبر ٢/ ٥٣٦ - ٥٣٨، والسلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٨٤، وتاريخ ابن قاضي شهبة ١/ ١٠١، وإنباء الغمر ١/ ٢٦٩، ٢٧٠ رقم ٣٤، والدرر الكامنة ٤/ ٩٨، ٩٩ رقم ٢٦١ وفيه «كمال الدين»، والنجوم الزاهرة ١١/ ٢٩٥، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٢٦، وشذرات الذهب ٦/ ٢٨٥، ونزهة النفوس والأبدان ١/ ٥٨، وهدية العارفين ٢/ ١٧١.
(١٠) في الأصل: «الكساوي».