كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

محرم - وفاة قاضي العسكر بدمشق - ج: 1 - ص: 375

وكانت هذه الحادثة من أشنع الحوادث، ومنها اتّضع حال الإسكندرية وأهلها، واختلّت أمورها.

ولما فات الأمر ووصل يلبغا إلى الثغر تغيظ على جنغر (١)، وعلى قطلوبغا المنصوري أيضا. وكتب إلى السلطان يعرّفه الحال فعاد وبعث بابن عرام متولّي الإسكندرية على عادته. وكان قدم من الحجّ. وأمر يلبغا بمواراة من استشهد من المسلمين، ورمّ ما احترق. وعاد في التأهّب لغزو الفرنج (٢). وتتبّعت النصارى، وقبض بعد ذلك على جميع الفرنج بمملكة حلب والشام، وعلى جميع النصارى، وأحضر البطرك والنصارى وألزموا بحمل أموالهم لفكاك أسارى المسلمين من أيدي الفرنج، وكتبوا بذلك إلى جميع الأعمال، وتتبّعت ديارات النصارى، وألزم سكانها بإظهار أموالهم وعوقبوا على ذلك.

ومن غرائب الاتفاقات أنّ الناس بالقاهرة كان جرى على ألسنتهم من منذ أعوام كثيرة أنّ الإسكندرية تؤخذ في يوم الجمعة، وكان ما قالوه.

وحصل على من خرج من المسلمين من الإسكندرية منهزمين ما لا خير فيه من العربان (٣).

[وفاة قاضي العسكر بدمشق]

[٣٠٦]- وفيه مات الشهاب أحمد بن إبراهيم بن أيوب العينتابي (٤)، الحلبي، قاضي العسكر بدمشق.

وكان عالما فاضلا، مدرّسا، مفتيا، بارعا في الفقه. وله عدّة تصانيف، منها: «شرح المجمع» في نحو العشرة أسفار، و «شرح المغني» في الأصول، وغير ذلك.

---

(١) في السلوك: «جنغرا».
(٢) في الأصل: «وعاد في الباب اخر».
(٣) خير الإسكندرية في: الإلمام بالأعلام للنويري السكندري (مخطوط)، وتذكرة النبيه ٣/ ٢٨٨ - ٢٩١، والجوهر الثمين ٢/ ٢٢٢، والبداية والنهاية ١٤/ ٣١٤، ٣١٥، وتاريخ الدولة التركية، ورقة ٤٩ ب، والذيل على العبر للعراقي ١/ ١٩١، والسلوك ج ٣ ق ١/ ١٠٤ - ١٠٨، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٧٠، ٢٧١، والنجوم الزاهرة ١/ ٢٩، ٣٠، ووجيز الكلام ١/ ١٤٧، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٢١ - ٢٤.
(٤) انظر عن (العينتابي) في: الوفيات لابن رافع ٢/ ٣٠٢، ٣٠٣ رقم ٨٣٣، والذيل على العبر للعراقي ١/ ١٩٣، ١٩٤، وتذكرة النبيه ٣/ ٢٩٥، ودرّة الأسلاك ٢ / ورقة ٤٣٧، والسلوك ج ٣ ق ١/ ١٢٤، ودرر العقود الفريدة ١/ ٢٥٧ رقم ١٠١، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٢٧٩، ٢٨٠، والدرر الكامنة ١/ ٨٢ رقم ٢٢٥، والمنهل الصافي ١/ ٩٧، والنجوم الزاهرة ١١/ ٩٠، وتاج التراجم ١١، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٤١، وكتائب أعلام الأخيار، ورقة ٣٢٩ أ، والطبقات السنية ١/ ٢٩٧، ٢٩٨، وكشف الظنون ٢/ ١٦٠١ و ١٧٤٩ و ١٨١٦، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة ٩ أ، والفوائد البهيّة ١٣، وهدية العارفين ١/ ١١٢، وإعلام النبلاء ٥/ ٤٨، وطبقات الأصوليين ٢/ ١٨١، والأعلام ١/ ٨٤، ومعجم المؤلفين ١/ ١٣٥.