كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

ربيع الأول - كائنة أيتمش - ج: 3 - ص: 33

وكان عفيفا، حسن السيرة، من أهل العلم والفضل.

[كائنة أيتمش]

وفيه كانت كائنة أيتمش، وكان العسكر قد افترق على فرقتين إحداهما الترك والروم، وبهم بعض جراكسة مع أيتمش، والثانية: الجراكسة، وهم مع يشبك الخازندار، فركبوا في هذا اليوم يريدون القتال، ووقعت حرب يطول الشرح في ذكرها آلت إلى هزيمة أيتمش ومن معه، فمرّوا على وجوههم إلى جهة الشام، ونهبت دور كثيرة بالقاهرة، ونهبت المدرسة الأيتمشية والوكالة وربع أيتمش وألقي فيه النار، وكسرت الزعر السجون وأخرجوا من كان بها، ودام النهب بالقاهرة حتى قطّعت أيدي جماعة من أهل الجرائم وضربوا بالمقارع وشهّروا لردع الناس حتى سكن الحال شيئا.

وكان تغري بردي اليشبغاوي مع أيتمش وعدّة وافرة من أعيان الأمراء، ووصلوا غزّة فوجدوها قد ملكها نائب الشام أقبغا اللكاش. وكان تجهّز نائب الشام منها للحضور بمصر، فلما بلغه ما وقع لأيتمش عاد وقدم على أيتمش بذلك فأكرمه وبذل له الطاعة، فامتنع وقال له: «نحن كلّنا تحت طاعتك» (١).

[القبض على أعوان أيتمش]

/ ٣٥٨ / وفيه بعد هرب أيتمش قبض السلطان على جميع من نسب إلى هواه وسجنوا (٢).

[إحضار نورزو وغيره]

وفيه أحضر نوروز من دمياط هو وآخرين (٣) من الأمراء.

[الاتفاق على الخروج لغزو الشام]

وفيه اتفق رأي الأمراء الذين بمصر على الخروج بالسلطان لغزو الشام، وقرّر بيبرس

---

= ١/ ١٤٨ رقم ٣٥، وإنباء الغمر ٢/ ١١٣ رقم ٦، وذيل الدرر الكامنة ٨٧ رقم ٦٠، ورفع الإصر ١/ ٤٢، ٤٣، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة ١٩٢ أ، والمنهل الصافي ١/ ١٨٠ رقم ٨٦، والنجوم الزاهرة ١٣/ ١٧، والدليل الشافي ١/ ٣٠ رقم ٨٥، والضوء اللامع ١/ ١٧٩، ووجيز الكلام ١/ ٣٤٨ رقم ٧٨٠، ونزهة النفوس ٢/ ٦٩ رقم ٣٣٦، وشذرات الذهب ٧/ ١٤.
(١) خبر كائنة أيتمش في: النفحة المسكية ٣٠٥، والسلوك ج ٣ ق ٣/ ٩٨٦ - ٩٨٩، وإنباء الغمر ٢/ ٩٣ - ٩٧، والنجوم الزاهرة ١٢/ ١٨٤ - ١٩٠، ونزهة النفوس ٢/ ٣٥ - ٤٠، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٥٥٥ - ٥٦١.
(٢) السلوك ج ٣ ق ٣/ ٩٩١، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٥٦٣.
(٣) الصواب: «وآخرون». والخبر في: السلوك ج ٣ ق ٣/ ٩٩٢، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٥٦٣.