للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضبط كميّة فدادينها، فجاءت خمسة وعشرين ألف فدّان، فأمر السلطان لكلّ أمير بما في إقطاعه من ذلك، وفرّق منها عدّة رزق على جماعة من الفقهاء. وكان هذا الأمير سببا لتنبّه الناس والعامّة للنصارى واليهود (١)، حتى كان لهم ما سنذكره.

[وفاة ناظر الخاصّ]

[١٨٠][وفيه] حمل البدر كاتب يلبغا ناظر الخاصّ على حمل قفاص إلى القلعة، وأدخل إلى قاعة الصاحب، وطولب بالأموال وهو يحمل أشياء، وهو في غاية المرض حتى تخلّى عن نفسه ومات. فقام صرغتمش في مساعدته والمنع من الحوطة على موجوده. وكان قد خلّف موجودا طائلا ما احتوى عليه من جهة ابن (٢) زنبور (٣).

[إقطاع ابن رمضان التركماني]

[وفيه] قدم ابن (٤) رمضان التركمانيّ أمير التركمان الذي استقرّ في الإمرة عوضا عن قراجا بن دلغادر، وأحضر معه ألف إكديش برسم التقادم للسلطان والأمراء، وقدّم ذلك، فشكر، وخلع عليه بإمرة التركمان، ورسم له بالإقطاع، وقرّر جماعة من أتباعه وألزامه في إمريّات ما بين عشرات وطبلخانات، وأقام بالقاهرة إلى أن يقضي أشغاله، وعاد إلى بلاده (٥).

[جماد الآخر]

[واقعة اليهود والنصارى]

وفي جماد الآخر كانت كائنة اليهود والنصارى وثوران المسلمين بهم في يوم جمعة حتى قرئت المراسيم السلطانية ممّا كتب لهم بالعهود.

وكان من خبر ذلك أنّ النصارى واليهود كانوا قد خرجوا عن الحدّ في التعاظم، وركوب الحمير الفرّه، ولبس الثياب الحسنة الفاخرة، وتكبير العمائم، وكثرة العبيد في خدمتهم ركوبا معهم، واتخاذ الأبنية العالية، واقتناء الجواري الجميلة من ترك وغيرهنّ، والاستيلاء مع ذلك كلّه على الكثير من دواوين السلطان والأمراء، وزادوا في الحماقة وقلّة اللباقة، وتعدّوا الطور في الرقاعة والتعاظم، حتى أنّ واحدا منهم اجتاز بالجامع الأزهر فتعاظم عليهم، فثار به أهل الجامع، وساعد السيد الشريف نقيب الأشراف، وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى قيام شيخو وصرغتمش وبقيّة الأمراء، وبلّغوا / ٥١ أ / السلطان ذلك.


(١) السلوك ج ٢ ق ٣/ ٩٢١.
(٢) في الأصل: «بن».
(٣) السلوك ج ٢ ق ٣/ ٩٢١.
(٤) في الأصل: «بن».
(٥) السلوك ج ٢ ق ٣/ ٩٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>