للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلاطين والأعيان من العلماء والرؤساء على جهة التودّد إليهم والموافاة، وخمّس «البردة»، وخمس «بانت سعاد» بين المصراعين، فمن ذلك في المطلع من تخميسه إيّاها قوله:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... وفيه شوق إلى الأحباب موصول

من وجدهم في طوى الأحشاء مغلول ... قد زاد حبّا فلا يذهبه تحويل

متيّم إثرها لم يعد مكبول

على هذا النمط إلى آخرها.

. . . ووقع بينه وبين الحافظ [ا] بن حجر شيخ الإسلام وقاضي القضاة مطارحات، فمن ذلك ما كتبه للحافظ المذكور وهو قوله:

وقائلة من في القضاة جميعهم ... يلازم تقوى الله طرّا بلا ضجر

وبيان في الأحكام بالخلق كلّهم ... ويدعو لهم في كل ليل إلى السحر

فقلت لها: فهو الإمام أولي النهى ... ذاك الشهاب العسقلاني وبني الحجر

له كتب في كلّ فنّ لقاري ... وشرح عجيب للبخاريّ من الخبر

وفي النحو والتصريف لم ير مثله ... كذا في المعاني والبيان وفي الأثر

فكتب إليه الحافظ جوابا له قوله، وأنشدنيه الوالد عنه وناظمه أجازه:

أيا غرس فضل أثمر العلم والندى ... نبته ما أزكى وما أطيب الثمر

يجود وينشي بالغا ما أراده ... فمستطلع درّ ومستنزل درر

لك الخير قد حرّكت بالنظم خاطرا ... له مدّة في العمر ولّت وما شعر

وقلّدت جيدي طوق نعماك جائدا ... فعالا ونطقا صادق الخبر والخبر

مناسبة اسمينا خليل وأحمد ... له أسّ أولي النظم الإمام الذي غبر

. . . وقد جمع الشيخ الإمام العالم الفاضل شمس الدين محمد بن عبد المحسن السكندري (١) كتابا ضخما في سيرة الوالد وسمّاه: «الدرر السنيّة في المحاسن الغرسية» أتى فيه بأشياء كثيرة، وجمعت له سيرة أخرى لبعض أهل الفضل سمّاها: «الرياض القدسية في المحاسن الغرسية». وجمع الشيخ إبراهيم بن عبد الرزاق (٢) له أيضا كتابا فيه ما امتدح به من القصائد.

ولد لصاحب الترجمة من الأولاد زيادة على الأربعين، وتزوّج من النساء زيادة على


(١) لم أجد له ترجمة: وهو ممّن يستدرك على معجم المؤلّفين لكحّالة.
(٢) لم أجد له ترجمة: وهو ممّن يستدرك على معجم المؤلّفين لكحّالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>