للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكلمات، وتكلّم من كان حاضر (١) هذا المجلس من العلماء، كلّ بما ظهر له. / ٢٦٠ ب / ووقع القال والقيل والخباط واللّغط الكثير.

وآل الأمر إلى أنه يعقد (مجلس) (٢) بدار يشبك الدوادار تحرّر فيه الحال، وانفضّوا على ذلك، فأخذ الناس في التشنيع على السلطان وعلى من أفتى بعدم جواز هدمها وبإعادتها. وأنشد الشعراء في ذلك أشعارا، من جملة ذلك ما قيل في القلجانيّ، من جملة أبيات:

تفتي بعود كنيس يا مغربيّ ... ما أنت إلاّ (٣). . . . . . . . . . . .

وثار الكثير ممّن له جرأة من أهل الطلب ومن ينتسب للعلم بعضا (٤) على بعض، ونالوا من أعراض بعضهم البعض، ووقع التنافس والتدابر. ومن الجزئيات ما لو عددناها لطال المجال، وكلّ قصده إظهار نفسه وإطفاء غيره، وأنه هو العالم، ومن خالفه الجاهل. ولله الأمر.

ثم عقد المجلس ثانيا في رابعه بدار يشبك الدوادار، وحضر القضاة الأربع (٥) والمشايخ وجميع من بمصر من العلماء ممّن له ميل إلى مثل حضور مثل هذه المجالس والكثير من طلبة العلم، وكان مجلسا حافلا جدا. ثم دار الكلام بينهم في هذه المسألة (٦)، وقصد كلّ إلا القليل منهم ترويج نفسه والتعجّب على غيره، وتكلّم كلّ بما يهواه في هذه الحادثة، وكثر اللغط، وتكلّم يشبك بكلمات، فكلّمه بعض من حضر من أهل العلم بما يرد فيه عليه الحق، فحنق منه وأمر أعوانه بالقبض عليه، وكّل به بعد أن أراد أن يبطش به حتى شفع فيه، فدام في التوكيل به حتى احتدّ الأمين الأقصرائيّ لما رأى ذلك، وكلّم يشبك بكلمات مواجهة فيها بمكاتبة، وقام من المجلس مغضبا متوجّها إلى حال سبيله، ثم طال الكلام بين الحاضرين أيضا في ذلك.

وآل الأمر إلى أن نقض قاضي القدس حكمه بنفسه، ورجع عنه، فقيل له: احكم بإعادة الكنيس، فعورض في ذلك، ووقع بين اللقّاني والقلجاني كلمات، وكذا بينه وبين


(١) الصواب: «من كان حاضرا».
(٢) عن هامش المخطوط.
(٣) بدائع الزهور ٣/ ١٠٣ وفي الأنس الجليل ٢/ ٤٣٥. تفتي بعود كنيس وكان ذلك جهلا وتدّعي فرط علم والله ما أنت إلاّ وممّا هجي به السراج العبادي، لبعضهم: أيا سراج اليهود طرا ومن لدين العزيز أفتى عصبة أهل الكتاب قالوا لن ترضى عنك اليهود حتى
(٤) الصواب: «بعضهم».
(٥) الصواب: «القضاة الأربعة».
(٦) في المخطوط: «المسلة».

<<  <  ج: ص:  >  >>