كتاب نيل الأمل في ذيل الدول

جماد الأول - تولية الملك المنصور وقتل السلطان حسن - ج: 1 - ص: 328

وأعلم من امتنع بها، فأخذه السلطان وحبسه بداره، فسلّمها في الحال، ومعه طيبغا الطويل أمير سلاح، وملكتمر المارداني، وأشقتمر أمير مجلس، وآخرين (١) من الأمراء، فاشتوروا بينهم فيمن يقام في السلطنة، حتى وقع الاختيار على محمد بن المظفّر حاجي، فاستدعوا القضاة والخليفة، وأحضر محمد المذكور فبايعه الخليفة ومن حضر. وعمره إذ ذاك نحو أربع عشرة سنة، وأفيض عليه شعار السلطنة، وأركب إلى الإيوان، فأجلس على سرير الملك، وقام الكلّ بين يديه، ولقّب بالمنصور (٢). وهو أول سلطان تسلطن من أولاد أولاد الناصر محمد بن قلاون

[٢٤٤]- وقام الأمير يلبغا بتدبير المملكة، وقتل أستاذه حسن (٣)، فيقال ذبحه بعد أن عاقبه.

ويقال: مات تحت العقوبة.

ويقال: إنه دفن بمصطبة بدار يلبغا.

وقيل: بل بكيمان مصر.

وزال ملكه كأنه لم يكن.

وكان سنّه دون الثلاثين سنة.

وكانت مدّة سلطنته أولا وثانيا عشرة (٤) سنين وأربعة أشهر.

وكان ملكا جليلا، حسن الرأي والتدبير عفيفا عن الزنا واللواط وشرب المسكرات.

ومن آثاره تربة بناها بالقرافة جليلة. والمدرسة المعظّمة التي لم يبن مثلها في الإسلام.

وكانت سلطنة المنصور في يوم الأربعاء تاسع جماد الأول. وأظنّ أنّ فيه قتل.

---

(١) الصواب: «وآخرون».
(٢) انظر عن (السلطان المنصور) في: البداية والنهاية ١٤/ ٢٧٨، وذيل العبر للحسيني ٣٣٩، والجوهر الثمين ٢/ ٢١٣، وتاريخ الدولة التركية، ورقة ٤٧ ب، وذيل العبر للعراقي ١/ ٤٩، ٥٠، وتاريخ ابن قاضي شهبة ١٨١، والسلوك ج ٣ ق ١/ ٦٠ - ٦٣، وتذكرة النبيه ٣/ ٢٤٠، والنجوم الزاهرة ١٠/ ٣١٢ و ١١/ ٣، ووجيز الكلام ١/ ١١٤، ١١٥، وبدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٥٧٦، ٥٧٧.
(٣) انظر عن (السلطان حسن) في: البداية والنهاية ١٤/ ٢٧٨، وذيل العبر للحسيني ٣٣٩، والجوهر الثمين ٢/ ٢١٤، ٢١٥، وتاريخ الدولة التركية، ورقة ٤٧ ب، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ١٨٢ و ١٩١، والذيل على العبر للعراقي ١/ ٤٩، ٥٠، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣١٣ - ٣١٨ و ١١/ ٧، ٨، والدرر الكامنة ٢/ ٣٨ - ٤٠ رقم ١٥٦٠، ووجيز الكلام ١/ ١١٥، وبدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٥٧٧ - ٥٨٠.
(٤) الصواب: «عشر».