(٢) وذكر سبط ابن العجمي سبب نقمة الحمزاوي على والد المؤلّف، فقال: وفي تاسع شهر رجب [سنة ٨٤٧ هـ] استقر الأمير غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري في الإمرة الكبرى بحلب عوضا عن الأمير طوغان العلائي، ووصل إلى حلب وباشر بشهامة زائدة، ودق الكوسات على بابه، فأنف من ذلك كافلها الحمزاوي وقال: هذه الكوسات لا تدق إلا على باب الكافل. وكان يترفّع عن الركوب في الخدم السلطانية فازداد أنفة وحنق عليه، مع ما كان الحمزاوي عليه من رياضة الأخلاق وحسن المعاشرة، ولكن أغراه على ذلك ابن الرسّام كاتب السر، فكتب إلى السلطان يعلمه برقاعته وقلّة عقله. فأحسّ بذلك خليل فكتب خليل محضرا بحسن سيرته وأنه داخل في الطاعة ملازم للخدم السلطانية. وأخذ خط قاضي المسلمين محبّ الدين بن الشحنة، وقاضي المسلمين زين الدين بن الخزري، وخط القاضي ضياء الدين بن النصيبي نائب كاتب السر ويخبرهم على محضره، وألزمني بالكتابة فكتبت فيه: إنه يحب العلماء، ويثني على مشايخ الإسلام، ويواظب على طلب العلم، فسخط من ذلك وقال: ليس هذا المقصود. فدخل ابن الرسّام إلى الكافل وقال له: إن خليلا كتب محضرا بأنك خارج عن الطاعة - وكان ابن الرسام يحبّ الفتن والشرور متحرّكا - فطلب الكافل القضاة وقال: لا بدّ من إحضار هذا المحضر إليّ =