وأخرجه مسلم (٢٢٤٦) من طريق معمر، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (٦١٨١)، ومسلم (٢٢٤٦)، والنسائي في "الكبرى" (١١٤٢٢) من طرق عن أبي هريرة. وأخرج البخاري (٦١٨٢)، ومسلم (٢٢٤٦) و (٢٢٤٧)، والنسائي (١١٤٢٣) من طرق عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: "لا تقولوا: يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر" وعند بعضهم: "لا تسبّوا الدهر". وهو في "مسند أحمد" (٧٢٤٥)، و"صحيح ابن حبان" (٥٧١٤) و (٥٧١٥). قال الخطابي: تأويل هذا الكلام أن العرب إنما كانوا يسبُّون الدهر على أنه هو المُلم بهم في المصائب والمكاره، ويُضيفون الفعلَ فيما ينالهم منها إليه، ثم يسبُّون فاعلَها، فيكون مرجع السبِّ في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى، إذ هو الفاعلُ لها، فقيل على ذلك:"لا تسبوا الدهرَ فإن الله هو الدهر" أي: إن الله هو الفاعلُ لهذه الأمور التي تُضيفونها إلى الدهر.
نجز بعونه سبحانه وتوفيقه تحقيق "سنن أبى داود", وتخريج أحاديثه، والحكم عليها، ومقابلته بالأصول الخطية، والتعليق عليه، وكان الفراغ منه يوم الاثنين الثاني من رببع الأول سنة (١٤٢٩) هجرية، الموافق اليوم العاشر من آذار سنة ٢٠٠٨ ميلادبة. والحمد لله الذي نتم به الصالحات.