والحكم بالتقليد غير جائز. وقد قيل: إنه - صلَّى الله عليه وسلم - ولاه الإمامة بالمدينة إكراماً له، وأخذاً بالأدب فيما عاتبه الله عليه من أمره في قوله سبحانه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢)}. وروي أن الآية نزلت فيه، وأن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - كان يقوم له كلما أقبل، ويقول: "مرحباً بمن عاتبنى فيه ربي". وفيه دليل على أن إمامة الضرير غير مكروهة. قلنا: تقييده في الصلاة دون غيرها ثابت في حديث عائشة الصحيح حيث قالت: يؤمُّ الناس، وقد سلف ذكره في هذا التعليق. (١) حديث صحيح. زهير بن محمد -وإن كانت رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وهذا منها فإن الوليد هو ابن مسلم دمشقي- متابع كما سيأتي. وأخرجه ابن حبان (٤٤٩٤)، وابن عدي في "الكامل" ٣/ ١٠٧٦، والبيهقي في "السنن" ١٠/ ١١١ - ١١٢، وفي "الأسماء والصفات" (٣٠٤) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (٩٥٦) و (٩٧٢)، وأحمد (٢٤٤١٤)، والخلال في "السنة" (٧٨)، وأبو يعلى (٤٤٣٩) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر =