وقد ألمح الحافظ في "النكلت الظراف" بهامش "تحفة الأشراف" ١٢/ ١٧٤ إلى ذلك حيث رد على الترمذي قوله في "علله الكبير" ١/ ٣٠٦: هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصح من حديث الفضل بن موسى، فتبين أن ثلاثة رووه موصولاً. وأخرجه ابنُ ماجه (١٢٢٢)، وابن خزيمة (١٠١٩)، وابن حبان (٢٢٣٨)، والدارقطني (٥٨٥) من طريق عُمر بن علي المُقدَّمي، والترمذي في "العلل الكبير"، ١/ ٣٠٦، وابن الجارود في "المنتقى" (٢٢٢)، وابن حبان (٢٢٣٩)، والدارقطني (٥٨٩)، والحاكم ١/ ١٨٤ و٢٦٠، والبيهقي ٢/ ٢٥٤ من طريق الفضل بن موسى السِّيناني، والدارقطني (٥٨٧)، والحاكم ١/ ١٨٤، والبيهقي ٣/ ٢٢٣ من طريق ابن جريج، والدارقطني (٥٨٦) من طريق محمد بن بشْر العبْدي، وابن ماجه (١٢٢٢ م) من طريق عمر بن قيس المكي، خمستهم عن هثام بن عروة، به. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٥٣٢) عن سفيان الثوري، عن هثام بن عروة، عن أبيه مرسلاً. قال البيهقي ٢/ ٢٥٤: ورواه الثوري وشعبة وزائدة وابن المبارك وشعيب ابن إسحاق وعبْدة بن سليمان، عن هثام ين عروة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. قال الخطابي: وفي هذا باب من الأخذ بالأدب في ستر العورة وإخفاء القبيح من الأمر والتورية بما هو أحسن منه، وليس يدخل في هذا الباب الرياء والكذب، وإنما هو من باب التجمل واستعمال الحياء وطلب السلامة من الناس.