وأخرجه الترمذي (٢٦٠٤) من طريق معمر، عن ثابت، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (١٣٢٢٢)، و "صحيح ابن حبان" (٦٤٦٨). جاء في "شرح مسلم" للنووي ٣/ ٣١: قال القاضي عياض رحمه الله: مذهب أهل السنة جواز الشفاعة عقلاً، ووجوبها سمعاً لصريح قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: ١٠٩]، وقوله: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الانبياء: ٢٨] وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المسلمين، وأجمع السلف والخلف ومن بعدهم من أهل السنن عليها ... والشفاعة خمسة أقسام. أولها مختصة بنبينا - صلى الله عليه وسلم -: وهي الإراحة من هول الموقف، وتعجيل الحساب ... الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب، وهذه وردت أيضاً لنبينا - صلى الله عليه وسلم -. الثالثة: الشفاعة لقوم استوجبوا النار، فيشفع فيهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - ومن شاء الله تعالى. الرابعة: فيمن دخل النار من المذنببن، فقد جاءت الأحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - والملائكة واخوانهم من المؤمنين، ثم يخرج الله تعالى كل من قال: لا إله إلا الله كما جاء في الحديث فلا يبقى فيها إلا الكافرون. الخامسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها.