وأخرجه مسلم (١٨٩٦) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (١١١١٠)، و "صحيح ابن حبان" (٤٦٢٩). ولا تعارض بين هذا الحديث والذي قبله فإن لفظة النصف أطلقت فيه بالنسبة إلى مجموع الثواب الحاصل للغازي والخالف له بخير، فإن الثواب إذا انقسم بينهما نصفين، كان لكل منهما مثل ما للآخر أفاده الحافظ في "الفتح". (١) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن الجراح وهو التميمي القُهُستاني - ولكه متابع. عبد الله بن يزيد: هو المكي المقرئ، وعبد العزيز بن مروان: هو ابن الحكم الأموي والد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد، وأخو الخليفة عبد الملك بن مروان. وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (١١١)، وابن أبي شيبة ٩/ ٩٨، وإسحاق بن راهويه -قسم مسند أبي هريرة- (٣٤١) و (٣٤٢)، وأحمد (٨٠١٠) و (٨٢٦٣)، وعبد بن حميد (١٤٢٨)، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً ٦/ ٨، وابن حبان (٣٢٥٠)، وأبو نعيم في "الحلية" ٩/ ٥٠، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٣٣٨)، والبيهقي ٩/ ١٧٠ من طرق عن موسى بن عُلَي بن رباح، بهذا الإسناد. قوله: "شحٌّ هالعٌ" قال الخطابي: أصل الهَلَع: الجَزَع، والهالع هنا: ذو الهلع كقول النابغة: كِليني لهمٍّ يا أميمة ناصب، أي: ذو نصب، ويقال: إن الشح أشد من البخل، ومعناه البخل الذي يمنعه من إخراج الحق الواجب عليه، فإذا استُخرج منه هَلعَ، وجَزِعَ منه. و"الجُبن الخالع": هو الشديد الذي يخلعُ فؤاده من شدة خوفه.