وفيه دلالة على كراهة دخول المسلم دار الحرب للتجارة والمقام فيها أكثر من مدة أربعة أيام. وفيه وجه ثالث ذكره بعض أهل اللغة، قال: معناه لا يتَّسم المسلم بسِمَة المشرك، ولا يتشبه به في هديه وشكله، والعرب تقول: "ما نار بعيرك؟ " أي: ما سِمَتُه، ومن هذا قولهم: "نارها نجارها" يريدون: أن مِيسَمها يدل على كَرَمِها وعِتقها، ومنه قول الشاعر: حتى سقوا آبالهم بالنار ... والنار قد تشفي من الأُوار يريد: أنهم يعرفون الكرام منها بسِماتها، فيقدمونها في السقي على اللئام. (١) إسناده صحيح. ابن المبارك: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (٤٦٥٣) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً بنحوه (٤٦٥٢) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وهو في "صحيح ابن حبان" (٤٧٧٣) بنحوه أيضاً من طريق عطاء، عن ابن عباس.