(٢) إسناده صحيح. أبو مَعبَد: اسمه نافذ، وهو مولى ابن عباس، وعمرو: هو أبن دينار، وسمان: هو ابن عيينة. وأخرجه البخاري (٨٤٢)، ومسلم (٥٨٣)، والنسائى في "الكبرى" (١٢٥٨) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (١٩٣٣)، و"صحيح ابن حبان" (٢٢٣٢). وانظر ما بعده. وقوله: بالتكبير، أي: بعد الصلاة، وفي الرواية الآتية: بالذكر، وهو أعم من التكبير والتكبير أخص، وهذا مفسر للأعم. قال النووي: هذا دليل لما قاله بعض السلف: إنه يُستحب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقب المكتوبة، وممن استحبه من المتأخرين ابن حزم الظاهري، ونقل ابن بطال وآخرون أن أصحاب المذاهب المتبوعة وغيرهم متفقون على عدم استحباب رفع الصوت بالذكر والتكبير، وحمل الشافعي رحمه الله تعالى هذا الحديث على أنه جهر وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر، لا أنهم جهروا دائماً، قال: فاختار للإمام والمأموم أن يذكر الله تعالى بعد الفراغ من الصلاة ويخفيان ذلك، إلا أن يكون إماماً يريد أن يُتَعلّمَ منه، فيجهر حتى يُعلَم أنه قد تُعُلّم منه، ثم يُسِرُّ، وحمل الحديث على هذا. وقوله: كنت أعلم إذا انصرفوا (وهو في الرواية التالية) ظاهره أنه لم يكن يحضر الصلاة في الجماعة في بعض الأوقات لصغره. قلنا: وقد ثبت في "صحيح البخاري" (٢٩٩٢)، و"صحيح مسلم" (٢٧٠٤) من حديث أبي موسى الأشعري - وسيأتي عند المصنف برقم (١٥٢٦) - أنه قال: كنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:=